263

وغيرهما ، وإذا زخر عمران يثرب يوما من الأيام ، فلا بد من أن تتصل المنازل من البلدة إلى العقيق (1).

* سلع المدينة المنورة

وأما سلع بفتح أوله وسكون ثانيه فهو جبل على طرف المدينة المنورة ، إلى الشمال الغربي ، بيضي الشكل ، شامخ ، مشرف على جميع البلدة ، تعلو ذروته عنها نحو ثلاثمئة متر ، فلو حفل عمران المدينة ، وعادت إليها السكة الحديدية متصلة بالشام ، كما لا بد أن يكون ذلك إن شاء الله ، وجعلت إلى ذروة هذا الجبل مرقاة ( Funiculaire ) كما ترى في سويسرة للجبال العالية القريبة من العمران ، التي يتوقلون إليها بالسكك الراقية ، لكان في رأس سلع متنزه يعز نظيره في الدنيا ، ولا يمل الناس الاختلاف إليه. ومعنى لفظة سلع بالفتح وقد يكسر الشق في الجبل ، قال ياقوت : قال أبو زياد : الأسلاع طرق في الجبال ، يسمى الواحد منها سلعا ، وهو أن يصعد الإنسان في الشعب وهو بين الجبلين ، يبلغ أعلى الوادي ، ثم يمضي فيسند في الجبل حتى يطلع فيشرف على واد آخر ، يفصل بينهما هذا المسند الذي سند فيه (سند فيه : رقى فيه ، والسند : ما قابلك من الجبل ، وما علا عن السفح ، وفي وطني من جبل لبنان مكان يصعد فيه الإنسان من عين عنوب إلى عيناب يقال له : سند عيناب) ثم ينحدر حينئذ في الوادي الآخر ، حتى يخرج من الجبل منحدرا في فضاء الأرض ، فذاك الرأس الذي أشرف من الواديين السلع ، ولا يعلوه إلا راجل. ا ه.

Bogga 299