183

لم أرك هبطت علي فيها قط»؟ قال : هذه صورة الملوك من ولد العباس عمك رضي الله تعالى عنه. قلت : «وهم على حق»؟ قال جبريل : نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم اغفر للعباس وولده حيث كانوا وأين كانوا» قال جبريل : ليأتين على أمتك زمان يعز الله عز وجل الإسلام بهذا السواد. فقلت : «رئاستهم ممن»؟ قال : من ولد العباس. قلت : «ومن أتباعهم»؟ قال : من أهل خراسان ، قلت : «وأي شيء يملكون»؟ قال : الأصفر والأخضر ، والحجر والمدر ، والسرير والمنبر ، والدنيا إلى المحشر ، والملك إلى المنتشر» ا ه والوضع ظاهر كالشمس في هذا الحديث.

ومن عادة بعض الناس التزلف إلى الملوك والخلفاء بأقاويل كهذه وهي داخلة في حكم قوله صلى الله عليه وسلم «من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار»

** وقد يكون بعضهم ممن يستضعف الحديث ، ولا يثق بإسناده ، لكنه

يرويه عملا بحسن الظن بزعمه ، أو اعتقادا للمصلحة فيه ، وهذا من أكبر الخطأ ، ولا سيما إن كان من هذا الباب ، والحق غير محتاج إلى دعامة من الباطل

في أيامنا هذه ، وذهب معها كل ما قيل في خلود ملكهم سدى ، ومن جملة ذلك رسالة للسيد محمود الحمزاوي مفتي الشام رحمه الله اسمها «البرهان على بقاء ملك بني عثمان إلى آخر الزمان» لم أعجب إلا من صدورها عن رجل مثله في سعة علمه وعقله (1).

وقد روى الحافظ ابن الأبار القضاعي البلنسي في «التكملة لكتاب الصلة» أن حيوة بن ملامس الحضرمي من أشراف إشبيلية كانت له منزلة لطيفة من عبد الرحمن بن معاوية (الداخل إلى الأندلس) وروى عن حنش الصنعاني يرفعه أن ملك بني أمية لا يزال إلى خروج الدجال ، ولما

Bogga 219