Safar Waqtiga Nubia
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Noocyada
الذهب في اللغة المصرية هو الكلمة «نب»، ومن ثم كانت هناك محاولات لربط اسم النوبة بمعدن الذهب.
ملاحظة:
في فترة فراعنة الدولة القديمة كانت شبه الصحراء تمتد جنوبا نحو الخرطوم الحالية، وبذلك كانت رحلات وبعثات حكام أسوان ميسورة بقوافل الحمير في اتجاه السودان الأوسط «منطقة الخرطوم وكردفان» والسودان الغربي «دارفور»، ثم حل الجفاف تدريجيا وزحفت الصحراء جنوبا إلى أن وصلنا إلى الوضع الحالي منذ الألف الثانية ق.م. حدود شبه الصحراء والصحراء منقولة عن «أندرو جودي» في كتابه «التغيرات البيئية» الترجمة العربية لمحمود عاشور، إصدار المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 1996 ص155.
خريطة (3): شبه الصحراء في حوض النيل قديما وحديثا.
ولكننا نجد أن أقدم الإشارات إلى بلاد الجنوب كانت باسم «تا-ستي
Ta-Sti »؛ بمعنى أرض القوس «النشاب»، وكان هذا الاسم يطلق على المنطقة الممتدة من إدفو جنوبا إلى ما بعد الشلال الأول، ولكن فيما بعد ظهر اسم «واوات» على شمال النوبة، وكذلك «كيش» أو «كياس» - عصر سيزوستريس - و«كاشا» و«كاشو» و«كاسو» - ألواح تل العمارنة - على القسم جنوب الشلال الثاني، ثم تحول الاسم إلى «كي»، بينما أطلق اسم «شات» على منطقة الشلال الثالث، وأخيرا أصبحت «كوش» التسمية العامة للنوبة الجنوبية، أما واوات فقد تحولت، ربما مبكرا، إلى «تا-كنز»؛ حيث «تا» بمعنى بلاد، و«كنز» بمعنى رمح - في المصرية القديمة
5 - ومنذ العصر الفاطمي أصبحت النوبة الشمالية في مصر تعرف ببلاد الكنوز، فهل هناك صلة بالاسم القديم، أم الصلة مرتبطة بجماعة كنز الدولة زعيم قبيلة ربيعة الذي حكم المنطقة فترة ما في عصر الفاطميين - خلع عليه الحاكم بأمر الله لقب كنز الدولة؟ وإلى الجنوب من كوش كانت بلاد عرفها المصريون باسم المازوي الذين ربما كانوا سكان النوبة الجنوبية، ويقول برستيد إن الكثير من المازوي عملوا في الجيش المصري بكثرة، لدرجة أن كلمة «ماتوي» أصبحت تعني جندي في اللغة المصرية القديمة.
وفي هذا المجال يجدر أن نذكر أن حكام الجنوب منذ الأسرة السادسة كانوا يسكنون جزيرة «آبو»، التي تعني في اللغة المصرية «العاج»، وترجمها الإغريق إلى «إلفنتين»؛ بمعنى الفيل، ومنها اشتق الاسم العربي: جزيرة فيلة،
6
ولم يكن أمراء الجنوب مسئولين فقط عن تأمين حدود مصر الجنوبية ووقف هجرة الزنوج شمالا، وتأمين التجارة المدارية، بل كانت مسئوليتهم تتعدى ذلك إلى تأمين طرق الصحراء الشرقية ضد «السائرين على الرمل»؛ أي سكان الصحراء كما كانت تسميهم السجلات المصرية، وحفر الآبار لتوفير الماء للمتجهين إلى المناجم وإلى البحر الأحمر، ومن ثم التجارة البحرية مع بلاد «بنت»، وأشهر أمراء الجنوب أسرة «حر خوف»، الذي قام ابنه بأربع رحلات إلى البلاد الغريبة في الجنوب، واستغرقت رحلته الثانية بطريق البر ثمانية أشهر، وعاد في رحلته الرابعة بقزم من بلاد يام، التي ربما تكون بلاد دارفور وما جاورها (خريطة 3).
Bog aan la aqoon