Socdaal Maskaxeedka Zaki Najib Mahmud
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Noocyada
كما كتب أيضا عن نظام الحكم بعنوان «إلى سادتي الحكام».
17
وهي رسالة موجهة إلى أصحاب السلطان، يسخر فيها من الحكام وما يعيشون فيه من ترف ونعيم، واستمتاع «بالجمال»، ويقول لهم إن أفلاطون ذهب إلى أن «الخير هو نفسه الجمال»، ثم يرتب مفكرنا على فكرة أفلاطون هذه نتيجة هامة هي: «العدل خير؛ ولذلك فهو جميل، وأنتم من عشاق الجمال ... فكيف ترضون أن يملأ الظلم حولكم أركان البلاد؟»
18
ذلك تناقض لا يقبله عاقل: أن تعشق الجمال في بيتك ومن حولك وفي جميلات النساء، وفي الطعام الجيد، ومناظر الطبيعة الخلابة ... إلخ، ثم تترك «الظلم» يطحن الناس في مجتمعك؛ ولهذا «فهو كثير جدا ما أخذه العجب مما يسمونه «سياسة»، لكثرة ما نراه فيها من مجافاة لمنطق العقل ...»
19
المجال الثاني: النظرة العلمية:
كان جوهر «اليقظة الواعية» التي حدثنا عنها مفكرنا، والتي بدأت في أواسط الأربعينيات، «الإيمان بالعقل» والدعوة إلى استخدامه في شتى مجالات الحياة: «مجال الحياة الاجتماعية»، كما سبق أن رأينا لنزيح عن كاهلنا تلك الأفكار المبتسرة، والقيم «الفاسدة» التي تفرق بين البشر، وتقسم الناس إلى سادة وعبيد، وتنشر الظلم، والقهر والاستبداد ...إلخ، وهي كلها «قيم» يلفظها «العقل السليم»، والمجال الثاني هو «النظرة العلمية» التي يفتقر إليها مجتمعنا.
20
وهو يقول عن هذه المرحلة التي استقر عليها فكره عشرين عاما (1950-1970م) «... لقد سرت في خلالها على خطين متوازيين: أحدهما الدعوة إلى ثقافة العصر، والآخر الدعوة إلى منهج التجريبية العلمية في صياغة الأفكار ...»
Bog aan la aqoon