وصاحب القبر المشهور في رأس الوادي نفعنا الله بجميعهم ثم ظعنا إلى أولاد موسى بن يحيى وكانوا محاربين لا يمر أحد على طريقهم وهم على ذلك إلى أن سلط الله عليهم الشر حتى عاشرتهم (1) مع حسن ظنهم فينا فأمرتهم بترك ذلك ليكثر عندهم الخير فامتثلوا فأفاض الله عليهم بكثرة الأموال ورأوا الشيء عيانا فنزل الحاج في وادي رأس إسلي عند العين في رأس الوادي وأنا وأصحابي مررت إلى أن وصلت إلى الولجة في أرض الحضنة لأولاد دراج أعني أولاد ناصر عند أولاد الشيخ الولي الصالح ، والبدر (2) الواضح ، سيدي رحاب محل العلم والحلم والفضل والأدب والشرف ، خلفا عن سلف ، فقد زاد الفضل والحمد لله في الأواخر واستقر بنا الحال في بيت الفاضل الفقيه سيدي عبد الله بن رحاب وكلهم فضلاء وأدركت منهم الأخيار سيدي محمد الحاج ما رأيت مثله أصلا وسيدي عبد القادر وسيدي رحاب وسيدي محمد بن إبراهيم وإخوانهم نفعنا الله بهم.
ووصلنا قرب العصر إليهم وأقمنا عندهم يومين فاشترينا بعض الجمال هناك وأولاد دراج طائفة من العرب وقد رأيت في بعض الطرر انهم من ربيعة وكذا مقدم وأولاد رحمة وأولاد مخلوف (3) فمهما طغت أحدى الطوائف إلا أغرمت الأخرى (4) وبلد هؤلاء الصحراء وحرثهم على الحي أعني أودية تتحدر (5) إليهم من الجبال إذ فيها أعين هذا غالب أمرهم ويغلب على العامة منهم الجهل والجفاء والتعدي وهم أكثر من أن يحصوا وهم فوق وقد تحصل الفتنة بينهم فيموت الثلاثون والأربعون في
Bogga 112