Rihla
بذلك فلا يتغير لفواتها فقدانها لأنها ليست له فان قلت ربما يتغير العارف على فقدانها ولا يتكدر وقته ما الحكمة فيه قلت العراف أن يتغير عنها أي بفقدانها ليس تغيره لأجل حبه لها وتعلق القلب بها إذ لو كان كذلك لما كان عارفا وإنما تغيره لأجل تفريطه وتقصيره في حفظه إياها فتغيره راجع إليه وإلى معبوده ومحبوبه فكان بربه لا بنفسه فالعارف لا يزول اضطراره ولا يقر مع غير الله قراره وقد ذكر بعض أصحابه لنا أن الشيخ ذهب له ثور بان سرق له فلما أخبرناه بذلك تغير وتحير اشد التغير وغضب علينا أشد الغضب حتى ظننا أن الشيخ إنما غيره حب الثور وحزنه لذلك وقمنا نبحث عليه البحث العظيم الذي فوق الطاقة فوجدناه مذبوحا في بني وجهان فرجعنا بقيمته لما علموا انه للشيخ فلما وصلنا إليه وأخبرناه بذلك ليسر فغضب غضبا شديدا وتغير تغيرا عظيما أكثر من الأول بما لا نسبة له فقال من أمركم بالبحث عنه هذا فضول منكم فالله صدقة علي فكيف لا أرضى بصدقته وأنتم تردونها وتغيري أولا إنما هو لإضاعة المال والله لا يحب ذلك فتغيرت لتغير الله وكان رضي الله عنه يطعم الطعام لليتامى والأيامى من النساء والمحتاج كل يوم كأنه وليمة عنده وأخبرن الولي الصالح الأستاذ تلميذه سيدي أحمد بن الحسين انه سمع من الشيخ يقول وجدت تحت الديار زيرين من ذهب أزال عنهما الستر السيل إزالة فهمت نفسي أن ترفعهما فمنعتها ذلك ورددت التراب عليهما فلما أخبرنا بذلك ونحن طلبة عنده فقلت له يا شيخي لو أتيت بذلك فان المحتاج عندك كثير فأجاب بأني لو أتيت به وربما قالت نفسي هذه الدار لا تصلح وكذا الفرس ابن غيرها واشتر أجود منها إلى غير ذلك من شأني كله فلما علمت حالها كان ترك ذلك هو أولى بي وأجدر والإتيان به أمكر وأغدر فتركت ذلك ولقد سمعت من البعض أنه أتي له بمزود صغير من ذهب فقيل له أن أولياء الله يسلمون عليك ويقولون لك استعن بها فامتنع فقال أعطوها للشيخ سيدي أحمد بن عبد العظيم فامتنع أيضا فاتوا إلى بعض
Bogga 87