292

ويجتمع له الناس من أطراف البلد ويؤتى بكسوة البيت الشريفة المعظمة المنيفة من موضع خياطتها وتجعل في المحال التي تحمل فيه ويجتمع الأمراء والسناجق والجند جميعا على الهيئة المتقدمة في الخروج الأول إلا أن هذا أتم احتفالا وأكثر جمعا فإذا تكامل جميع الأمراء على الوجه المتقدم وصفت الخيل والرماة وخرج الباشا جيء بجميع ما يحتاج إليه أمر الحاج من إبل وقرب ومطابخ وخيل ورماة وغير ذلك من الأسباب التي تخرج من بيت المال فيحضر جميع ذلك في ذلك الميدان كل طائفة لها أمير مقدم عليها حتى الطباخين والفراشين والسقائين ثم يؤتى بالمحمل الشريف على جملة المذكور أولا يقوده سائسه حتى يناول رسن الجمل للباشا فيأخذه بيده ويناوله الأمير الحاج بمحضر القاضي والأمراء ومعاينتهم ثم يناوله أمير الحاج لسائسه فيذهب به وذلك كله كالشهادة على الباشا بأنه مكن لأمير المحمل وكل ما يحتاج إليه أمير الحاج من ذهابه إلى إيابه وعلى أمير الحاج بأنه تسلم ذلك ويشهد على ذلك القاضي والأمراء ويكتب بذلك إلى السلطان فإذا مر المحمل بين يدي الباشا وذهب جيء بالإبل يمر بها بين يديه بما عليها من القرب والمطابخ والآلات كل طائفة بمقدمها فإذا مرت الإبل كلها جيء بالمدافع وهي خمسة تجرها البغال ثم جاء الرماة الرجالة من ورائها فيمرون ثم تأتي الخيل فتمر فإذا مر جميع ذلك بين يدي الباشا جاء أرباب الطوائف (1) كل طائفة من مشائخ الصوفية بشيخهم ولوائهم رافعين أصواتهم بالذكر كالقادرية والرفاعية والبدوية والدسوقية حتى السعاة يأتون بشيخهم فيمرون بين يدي الباشا ويعطيهم ما تيسر فإذا لم يبق أحد ممن يمر بين يديه خلع الباشا على أمير الحاج خلعة وعلى كل أمرائه الذاهبين معه كالكخيا (2) والدويدار وغيرهما ثم يودعه وينصرف ثم يمر بالمحمل وسائر الإبل والعسكر

Bogga 316