زادهم الله خيرا] (1) وإنما المشكوك فيه هل يجب علينا رفعهم إلى محل يقتاتون فيه ليحصلوا غرض الحياة إذ بقاؤهم هناك مهلك قطعا على حسب العادة الجارية غير أن قواعد الفقه لا تقتضي الوجوب لأن استخلاص المستهلك من نفس ومال يجب في الحال وأما في الاستمرار فلا لأن رفعهم إلى موضع العمارة قل من يقدر عليه والأحكام مبنية على الغالب وقد طال النزاع بين الطلبة من أفاضل الركب فمنهم من يقول بوجوب رفعهم لكونهم انقطعوا عن العمارة إذ بقاؤهم هناك موت أبيض لانقطاع مادة الرزق بحسب المألوف العادي ومنهم من يقول يجب إطعامهم في الحال لتحصل لهم الحياة حينئذ وغير هذا غير مكلفين به وهذا الثاني هو الذي يظهر من قواعد الفقه لقول خليل أو فضل طعام وشراب لمضطر يعني في الحال وأما ارتقاب المئال فالرزق على الله إذ في الغيب عجائب لا يعلمها إلا الله وقد قال تعالى وكائن من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ولقوله وعنده مفاتح الغيب لا يعملها إلا هو وإنما رتب الله الأرزاق على بعضنا بعضا استمطارا للثواب وإظهارا له للمحسن من غيره ليكون محبوبا لديه إذ الله يحب المحسنين وقد قال ما على المحسنين من سبيل أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ومن يخبل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني والمانع عند الاضطرار ، متعرض للآثام والإضرار ، وذلك سخط العزيز الجبار ، فالعاقل لا يبخل بما لغيره لا سيما عند الأذن منه وإلا حق ضده نعم كل ميسر لما خلق له فأسباب السعادة قريبة وكذا أسباب الشقاوة فالسعيد يشتري رضاه بما له والشقي بالعكس يبخل بما له عن رضاه وبالجملة ما أقبح نائبا لا يحسن التصريف عن منوبه فيما نابه فيه لأنه أمين في ذلك ليس إلا.
فإذا علمت هذا علمت أن بعض الناس يفتخر ويتكبر بمال الله وهو للورثة
Bogga 278