ولذا تتحرك النفس لإشراق محل النبوءة فلا تتعب بما حصل لها في الطريق لغيبها بالمحبوب عن ذلك فلا تتألم فإذا تمهد هذا فلا تخيب رفقة من هذا وصفه فحينئذ أما أن يرزقهم الله بماء جديد أو مستعد أو يكون البركة في أسقيتهم.
وقد شاهدنا الجميع مرارا والشكر لمن له المنة والفضل فلا تحسب الوفد خاليا فتكون فارغا إذ الجامد فارغ من الضمير المتعلق بهم فيحرم من بركتهم وهذا الذي يحصل له التعب لأنه إن وجد الماء فلا يجد الظرف وإن وجد الظرف فربما تتقطع وان سلمت ربما عطبت الدابة الحاملة وغير ذلك مما يصيب المحروم المزكوم عن شم شذاهم وإلا فمن لم يصبه وابل منهم فطل.
وقد سمعت من العارف بالله الصدر الأعظم ، والعالم الأفخم ، والورع الأفهم ، الجامع بين الشريعة والحقيقة سيدي محمد المغربي الطرابلسي عام (1154) أربعة وخمسين ومائة وألف يقول أن العام الذي قبل العام الأول تقبل الله من أهل عرفة سبعا وما عداهم قد رد ثم إن السبعة قد جدوا في الطلب واجتهدوا في الدعاء من الله أن يغفر لأهل الموسم إلى أن دخل رمضان فشفعهم الله في أهل الموسم جميعا ولم يرد منهم واحدا.
وأما العام الأول قال قد أتى رجل من أهل الله من فاس ليس له قصد ولا غرض إلا الشفاعة في أهل عرفة فلما وصلها شفعة الله فيهم وحررهم لوجهه جميعا حتى أهل الترهة.
ثم قال وقول الفقهاء وصح بالحرام وعصى مذهب فقهي وإلا فمذهب أهل الفضل أن الله يغفر لجميع من وقف بعرفة وكيف لا وأن المعلم الأكبر الذي هو صلى الله عليه وسلم حاضر هناك وكذا أصحابه مع النبيين والصديقين والشهداء
Bogga 273