201

يعيب عليهم فعلهم هذا :

لا دردر رجال خاب سعيهم

مستجلبون نزل الغيث بالعشر

قلت وهذا من جهل العرب وهو كثيرا إلى أن قال وفي تورغت بئر عذب ماؤها حفرها الأخ في الله سيدي عبد السلام بن عثمان وغرس عليها شجرة من شجر التوت لقصد ابن السبيل فيشرب من ماء البئر ويستظل بظل الشجرة تقبل الله منه وشكر سعيه وقد صدق في ذلك لكون المحال معطشة في زمان القيظ.

غريبة وذكر شيخنا العياشي في رحلته قال أخبرني الشيخ الأجل قاضي مدينة المقدس محمد النفاتي التونسي أيام لقائي له بالقدس الشريف أنه حج في صغره مع أخيه أبي الحسن النفاني أمير الركب فمروا بهذا المكان في زمان القيظ فالجأهم العطش إلى بئر في وادي ينوت إلى أن قال يعني أن الركب اضطرهم العطش إذ قليل ما يسقون منه فنزلوا عليها قائلة ووافقتهم هنالك فقول قدمت من فزان حاجتهم مثل حاجتهم فمن قائل يقول نرتحل هذا الوقت لندرك الماء قبل حلول الهلاك ومن قائل نؤخر إلى آخر النهار قال لي الشيخ فدخلت على أخي فأخبرته بذلك وقلت له أن الناس قد اشرفوا على الهلاك واضطرب أمرهم في الرحيل فأمرهم بالرحيل لئلا يهلكوا قال فاغتم لذلك واستند في خبائه كالنائم فلما أفاق قال لي ناد في الناس بالإقامة وقل لهم يذهبوا لسقي الماء فقلت له أبك جنون أنا أخبرك أنه لا قطرة فيها والناس قد اشرفوا على الهلاك فقال لي أفعل ما أمرتك به فقلت له لست بأحمق أنادي بالإقامة على غير ماء فلما أبيت نادى خديمه الغلام وقال له ناد في الناس بالإقامة والذهاب لسقي الماء فلما سمعت ذلك استحييت وتغيبت فأقام الناس وذهبوا إلى البئر فوجدوها قد امتلأت بالماء حتى كاد أن يفيض من جوانبها فاستقى الحجاج

Bogga 218