فلم أسمع له ذكرا وفيه فيما مضى جملة وافرة من أكابر الصالحين والعلماء العاملين ومزارات مشهورة من جملتهم أبو محمد عبد الله الشعاب [أحد الصلحاء والفضلاء من أهل طرابلس وكان نجارا فحضرت له نية في إتمام هذا المسجد الذي نسب إليه وكان بعض الناس قبله ابتدأ بناءه ثم عجز عنه فرمى الشعاب الآلة من يده] (1) وتوجه لإتمامه فأتمه وسكن به ويذكر أن الخضر كان يزوره ويحادثه وإنهما رئيا مجتمعين في المسجد المذكور وسمع يوما بكاء امرأة عند باب المسجد فسألها ما السبب فأخبرت أن لها ولدا أسره العدو وسألته الدعاء فدعا لها وأمنت على دعائه ثم انصرفت لبيتها فأصبح ولدها في السكك يسأل عن دار أمه فسئل فأخبر بفراره في البحر وسلامته ووصوله عن عهد قريب فتوجهت أمه إلى الشيخ تشكره وتعرفه بوصول ولدها وان ذلك إنما كان بدعائه فهنأها بسلامته وقال لها إنما نجاه الله بدعائك لما علم اضطرارك وكانت وفاته ورحمه الله سنة ثلاث وأربعين ومائتين ومنهم الشيخ حطاب البرقي الرجل الصالح يكنى أبا نزار وكان ذا كرامات وخصوصا في باب المرائي ظهرت له في ذلك عجائب وكان يخاطب في النوم بجميع ما يكون في اليقظة قبل وجوده والتقى بالخضر عليه السلام وذكر أنه عارضه سبع فقال له أبا الحارث إن كنت قد أمرت فينا بشيء فدونك وإلا فالطريق قال فقرب مني ووقف هنيئة ثم انصرف وحكي أنه قال بينما أنا في البرية إذ رأيت شخصا فاستغربت وجوده هناك وقصدته فوجدته مفرج بن بياضة فقلت له أبا عبد السلام هاهنا فقال نعم يا أبا نزار فاستغربت معرفته بي مع انه مكفوف البصر وكان مفرج هذا رجلا صالحا من أهل جزيرة تونس المعروفة بجزيرة باش وكان يخرج وحده من بلده إلى مكة فيحج ثم يعود قال فبتنا جميعا وتآنست به وسألته كيف يتهيأ له الحج مفردا فقال يا أبا نزار أني إذا خرجت من موضعي أسمع قائلا يقول لي يمينك
Bogga 201