180

ينكر مما لله عليه خوفا من طغيان النفس الأمارة بالسوء حتى يتعجب فيسقط من عين الله وإن جحد فحلية الله أظهرته ، وكرامة الله شهرته ، ولو أغلق الباب عليه لكسروه ، وكذا لو اختفى في جحر ضب لأظهروه.

وقال الشيخ زروق ما خامر القلوب فعلى الوجه يلوح وآثار الأسرة تدل على السريرة وقال ذلك الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم لما رأيته عرفته أنه ليس بوجه كذاب وقال تعالى في حق الصديقين ( تعرفهم بسيماهم ) وفي حق المنافقين ولتعرفنهم في لحن القول ، الناس حوانيت مغلقة فإذا تكلم الرجلان تبين العطار من البيطار لأن الكلام صفة المتكلم ، ما كان فيك ظهر على فيك ، ويعرف صدق المرء بثلاث عند مغاضبته أن لزم الحق واتصف بالصدق وسامح الخلق فهو ذاك وإلا فليس هناك.

فإذا تمهد هذا فأعلم أن مدينة طرابلس خصها الله بالصالحين ومحبة أهل الخير حتى أنهم لا يصبرون عليهم فإذا شموا رائحة المعرفة في أحد سعوا إليه بالإحسان جزاهم الله أحسن الجزاء وذلك عام في عمالة طرابلس لا سيما الزاوية الغربية فإن فيها من الصالحين الموتى ما لا يستطيع أحد أن يعدهم وأما الأحياء فبحسب زماننا هم أكثر من غيرهم وقد قيل إنها تنبت الصالحين كما تبنت الأرض العشب هذا وإن أولاد (1) قد بالغوا في حبنا وصفوا في مودتنا حتى أنهم تمنوا أن يكون ما عندهم قد بذلوه لنا وجعلوه قرى لأصحابنا خصوصا سيدي محمد وسيدي بو بكر وسيدي علي حاصله تعلقوا بنا صغيرا وكبيرا ظنا أن لنا فيضة إن فاضت عمهم وأبلها نعم من لم يصبه من المحسنين وابل منا فطل بجاهه صلى الله عليه وسلم الذي تعلقنا به وذهبنا وتعبنا من أجله وإلا فو الله علمنا أنفسنا وأيقنا أنها مفلسة قال بعض

Bogga 197