148

أحسن جزاء بمنه وكرمه.

ثم ظعنا منه ونزلنا قرية عرام بعد أن زرنا ما فيها من قبور صلحائها ثم ظعنا منها وسرنا نحو الثلاث مراحل فنزلنا الشيخ الصياح فزرناه ثم منه نحو المرحلتين نزلنا قرب برج الملح فأصاب الركب عطش تلك الليلة فأصبحنا والحمد لله في الزوارة (1) الخالية فسقينا الماء وأوردنا الخيل والبغال والإبل وماؤها عذب حلوا حسن المياه من عرام إليه وكلها خبيثة المياه إلا بئر السلطان فانه أيضا طيب وتلاقينا قبل الصباح بفضلاء أولاد مريم وما أحسنهم من فضلاء وكرماء ولقد كانوا متبعين للسنة جمعوا الخير ووعه وحبهم لنا قوي واعتقادهم فينا سني جعلهم الله أفضل الناس علما وعملا وجاها وحالا وأدام ذلك فيهم إلى يوم القيامة وقد أتوا لنا بشعير ومع ذلك انه مفقود في ذلك الوقت وإنما حملهم على ذلك حبنا وأكرمونا باللحم وما معه من الضيافة [فخف في الركب وهم بعداء منا] (2) غير أنهم الحجة الثانية ضيفونا ضيافة عظيمة وذهبوا معنا من طرابلس إلى قابس بل إلى الشيخ سيدي مهذب أنا وجماعتي قد قدمنا مع الركب الفاسي وتخلف في طرابلس إلى انصرام رمضان ونحن أردنا العجلة فذهبوا معنا رضي الله عنهم وجزاهم عنا خيرا بمنه وكرمه.

تتمة فبعد السقي ذهبنا إلى أن خرجنا إلى الزوارة العامرة فنزلنا عند العصر بين السبخة والنبكة ثم منها إلى زواغة (3) وكانت مدينة عظيمة هي أصل طرابلس وبها كان ملكها وطرابلس كانت عامرة بالنصارى ثم انتقلت العمارة إليها بعد انجلاء النصارى منها ثم منها إلى الماية (4) ومررنا على الزاوية الغربية وهي كثيرة النخل قوية

Bogga 165