أعظم مدائنهم قدرا فقيل له مدينة يقال لها أذنة (1) وبها الملك بجمع (2) ملوك الزاب وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية كلها عامرة قال اليعقوبي أذنة هذه أعظم مدن الزاب مما يلي المغرب وهي كثيرة الأنهار والعيون العذبة فالتقى أهلها فقاتلوه قتالا شديدا حتى يئس المسلمون من أنفسهم ثم أعطاه الله عز وجل الظفر فانهزم القوم وقتل أكثرهم وذهب عزهم من الزاب وذلوا إلى آخر الدهر ثم سار إلى تاهرت فلما بلغ الروم خبره استغاثوا بالبربر فاغاثوهم وبادروا إلى نصرتهم فالتقوا مع المسلمين فاقتتلوا قتالا شديدا فلم يكن للبربر والروم بقتال المسلمين طاقة فولوا منهزمين واتبعهم المسلمون فقاتلوهم قتالا ذريعا وانقضت جموع البربر وقتلوا حيث ما وجدوا وغنم المسلمون أموالهم وذراريهم ثم سار عقبة حتى بلغ طنجة وكان بها ملك من ملوك الروم وكان شريفا في قومه فأهدى إلى عقبة ولاطفه فنزل على حكمه فسأله عن الأندلس فقال له دونها هذا البحر الذي لا يرام فقال له دلني على رجال البربر والروم فقال تركت الروم خلفك وليس أمامك إلا البربر وهمه في عدد لا يحصى ولا يعلمه إلا الله وهم انجاد فقال فأين موقعهم قال له السوس الأدنى وليس لهم دين يأكلون الميتة ويشربون الدم وهم أمثال البهائم يكفرون بالله ولا يعرفونه فرحل عقبة حتى أتى جموعهم بمقربة من فأس فقاتلهم قتالا ذريعا وفرت بقيتهم ومرت خيل في آثارهم ومر حتى بلغ السوس الأقصى وهي بلاد درعة ونزل إلى الصحراء وهي لمتونة وسبى منها سبيا لم يدخل المشرق أغلى منه ربما بيعت الجارية منه بألف وفر الناس أمامه لا يدانيه أحد ولا يعارضه حتى بلغ البحر الأعظم المحيط فأدخل فيه قوائم فرسه وجعل يقول وعليكم السلام فقال له أصحابه على من تسلم يا ولي الله فقال على قوم يونس ولو لا البحر لأريتكم إياهم ثم قال اللهم
Bogga 126