مخالفته ومشى مساعدا له مع عدم قصد ذلك وتقديم صدقة فزاروه وأطعمهم تمرا وماء وأقاموا عنده ساعة فلما جن الليل رأى أستاذه سيدي أحمد بن إبراهيم في عالم النوم فقال له زلقت وزللت يا صبي (1) قلت أنا البركة التي يشرب فيها الإنسان يواظبها ويقيم عليها ولا يكدرها ويطلب غيرها [فقال] اتحسب وتظن أنك لم تبلغ في تعبي ومشقتي والله لقد كنت تنام معوجا فأتيك حتى أقومك أتريد ملاقاة الشيخ الأعظم سيدي عبد الله فقلت نعم يا سيدي فذهب بي حتى لقيته فسلمنا عليه وقال لي سيدي أحمد أن حان وفاة أحدكم يعني في الطريق فإن لم أحضره فسيدي عبد الله بن الحسين يحضره لا محالة قال سيدي عمي المذكور ومات جماعة من فقراء الأستاذ في الطريق رحم الله الجميع اه .
ولما دخلت مسجدها لم أجد فارقا ولا مدرسا سوى رجل واحد متى يقرأ لوحه وهو ملقى أمامه يقرأه على غير أدب ولا استقامة وأخبرني بعض أصحابنا انه وجد رجلا واحدا يسرد البخاري وحده ووقف عنده وقال له رح يا حاج ووجد آخر كذلك ولعمري أن هذا أدل دليل على الخراب وأقرب الأسباب له بدليل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا أراد الله عمارة قوم بدأ بما له فيهم وإذا أراد خرابهم بدأ بما له فيهم أو كما قال صلى الله عليه وسلم ولقد بدأ الله هذه البلدة بخراب بيته ، فهو أقوى الدلائل على خراب البلد وموته ، ولقد مرضت من ذلك الأحشاء ، والله تعالى يفعل في ملكه ما يشاء ، ويعذب من يشاء ، ويرحم من يشاء ، ولقد وددنا عمارتها بالعلم والعمل ، ورفع الحرج عنها برفع ذوي الزيع والزلل ، وتدريس العلم وذكر الله آناء الليل وأطراف النهار في ذلك المسجد المشيد ، فإن لأهل هذه المدينة تاهلا لهذا كله ولاكن الله يفعل ما يريد.
Bogga 121