99

عشرة وألف من الهجرة (177).

قال فيه (178):

«مركش ذا قرسنا (179)، قريبنا ، وخليفتنا في سلطنتنا ببلنسيه. سلام.

قد علمت ما صنع ، وعمل مع النصارى الجدود الأندلس أهل تلك السلطنة ، وقشتالة على طول السنين الكثيرة الماضية من التحريض ، والإرشاد لإثباتهم في ديننا المجيد وإيماننا. ولا نفع معهم قليلا ولا كثيرا لأنه لم يجد فيهم واحد من هو نصراني حقيقة. والغرر والشر الذي يمكن أن يحدث بسبب ما تعامينا عليهم ، قد ذكره إلينا رجال وصلحاء ، وأنه لزمنا إصلاح ذلك الأمر ، لنرضي به الله ، ونزل غضبه من أجل هذه الأمة ، وأفتوا فيهم أنه يجوز لنا من غير شك أن نعاقبهم في أنفسهم وأموالهم ، لأن الاستمرار على سوء أفعالهم ختم وحكم عليهم أنهم منافقون ، وأعداء للمقام الإلهي والإنساني (180)، وهب أننا قادر على أن نجزيهم ونعاقبهم بما أوجب سوء فعلهم ولومتهم. فمع ذلك اخترت معاملتهم على طرق الحلم واللين ، وترك المؤاخذة. وبسبب ذلك أمرنا باجتماع المحفل الذي حضرت فيه مع العلماء والأكابر في تلك المدينة لعلي نجد سبيلا لترك إخراجهم من مملكتنا. ونحن في هذا تحققنا ، وصح من وجوه ، أنهم بعثوا للتركي الكبير بإصطنبول ، ومولاي زيدان بمراكش رسلهم يطلبون منهم أن ينجدوهم ، وأنهم عندهم مائة وخمسون ألف رجلا مسلمون مثل الذين ببلاد المغرب الإفريقية. وأيضا بعثوا لأعدائنا البحرية بالجهة الشمالية التي تحت القطب ، وأنعموا أنهم يعينهم بسفنهم. وأما سلطان إصطنبول قد اصطلح مع سلطان الفرس ، لأنه كان يشغله ، وأما سلطان مراكش فقد عزم على تدويخ البلاد وتسكينها. وإذا اتفقوا جميعا مع هؤلاء نرو نفوسنا في الأمر الذي لا يخفى. وللقيام بما لزمنا من حفظ مملكتنا ، ودفع ما يعرض لها اتفق نظرنا بعد أن دعوت الله وأمرت

Bogga 117