* [ذكر بونة]
ثم وصلنا إلى مدينة بونة (1)، فوجدناها بلدة بطوارق الغير مغبونة ، مبسوطة البسيط ولكنها بزحف النوائب مطوية مخبونة (2)؛ تلاحظ من كثب فحوصا (3) ممتدة ، وتراعي من البحر جزره ومده ؛ تغار لها العيون من جور النوائب ، وتأسى لها النفوس من الأسهم الصوائب. وقد أزعج السفر عن حلولها ، فلم أقض وطرا من دخولها. ومن أغرب المسموعات أنا صادفنا وقت المرور بها زويرقا (4) للنصارى ، لا تبلغ عمارته عشرين شخصا ، وقد حصروا البلد حتى قطعوا عنه الدخول والخروج ، وأسروا من البر أشخاصا فأمسكوهم للفداء بمرسى البلد ، وتركناهم ناظرين في فدائهم. ومن مولانا اللطيف الخبير نسأل اللطف بنا في أحكام [21 / آ] المقادير.
* [ذكر خولان]
ثم مررنا على قرية خولان ، ولم يعرج عليها من صحبنا إنسان ، ولم أر بها ما يتعرض له ببيان (5)، ولا يعمل فيه قلم ولا لسان ، سوى أن فناءها رحب المسرح ، وبسيطها أبسط من غيره وأشرح ، ولكن أيدي الخطوب قد زوته (6) فانزوى ، وأظمات أهلها وهم شرع في الماء الروى.
Bogga 104