322

رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر حين هاجرا من مكة ، وذلك أنه غار له بابان في حجر صلد ، وأحدهما ضيق أقل من شبرين فيتكلفون النفوذ فيه ، وشاع (1) من جهلهم أن من لم ينفذ فيه فهو ولد زنى ، وتقرر ذلك في معتقدهم الفاسد ، فلا تزال الفضيحة تعلق (2) بهم من ذلك ، والعقلاء منهم يتجنبونه ، لأن من غص فيه ولم ينفذ منه ، يحكمون عليه بما تقدم. (3)

ولم أصل إلى جبل ثور لأنه على مسافة يوم أو نحوها في جنوب مكة ، ولا يقدر على رؤيته إلا من جاور بمكة (4)، وكنت عازما على المجاورة بها حسبما تقدم ، فتجهزت للمقام ، واكتريت الدار ، وصرفت بعض من كان معي ليرجعوا إلى الغرب ، وحصلت أسبابي كلها بمكة ، وبقيت مع الركب منتظرا لخروج السكان في المنزل الذي اكتريته ، وهم بعض الفضلاء من أهل تونس ، سكنوه مجاورين بمكة ، وعزموا على الرجوع إلى بلدهم (5) فتجافيت عن التضييق عليهم في السكنى معهم ، وانتظرت [100 / آ] خروجهم حتى (6) قضى الله بفتنة وقعت بين الركب وبين صاحب مكة بأسباب سيرتها المقادير ؛ فتقاتلوا في اليوم الأول وأنا في منزل الركب قد ضاق صدري لذلك ، ثم قضى الله أن تحاجزوا ، ولم يقع بينهم قتيل ، فسررت بذلك فلما كان من الغد بعثت ببعض أسباب بقيت معي إلى مكة ؛ فما عدي (7) بها الباب حتى وقعت رجة (8)

Bogga 391