Safarkii Ibn Jubayr - Qeybta 1
رحلة ابن جبير - الجزء1
Daabacaha
دار بيروت للطباعة والنشر
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Goobta Daabacaadda
بيروت
قعد تحته مستظلا ومس رأسه المكرم فيه فلان له حتى اثر فيه تأثيرا بقدر دور الرأس فيبادر الناس لوضع رؤوسهم في ذلك الموضع تبركا واستجارة لها بموضع مسه الرأس المكرم أن لا تمسها النار بقدرة الله ﷿. فلما قضينا معاينة هذه المشاهد الكريمة أخذ نا في الانصراف مستبشرين بما وهبنا الله من فضله في مباشرتها ووصلنا إلى مكة قريب الظهر والحمد لله على ما من به.
وفي يوم الأحد بعده وهو الموفى عشرين لشوال صعدنا إلى الجبل المقدس حراء وتبركنا بمشاهدة الغار في أعلاه الذي كان النبي ﷺ يتعبد فيه وهو أول موضع نزل فيه الوحي عليه ﷺ ورزقنا شفاعته وحشرنا في زمرته وأماتنا على سنته ومحبته بمنه وكرمه لا رب سواه.
وفي ضحوة يوم الثلاثاء الثاني والعشرين منه وهو لسادس من فبراير اجتمع الناس كافة للاستسقاء تجاه الكعبة المعظمة بعد أن ندبهم القاضي إلى ذلك وحرضهم على صيام ثلاثة أيام قبله فاجتمعوا في هذا اليوم الرابع المذكور وقد أخلصوا النيات لله ﷿ وبكر الشيبيون ففتحوا الباب المكرم من البيت العتيق ثم أقبل القاضي بين رايتيه السوداوين لابسا ثياب البياض وأخرج مقام الخيل إبراهيم ﷺ وعلى نبينا ووضع على عتبة باب البيت لمكرم وأخرج مصحف عثمان ﵁ من خزانته ونشر بإزاء المقام المطهر فكانت دفته الواحدة عليه والثانية على الباب الكريم. ثم نودي في الناس بالصلاة جامعة فصلى القاضي بهم خلف موضع المقام المتخذ مصلى ركعتين قرأ في إحد اهما بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ وفي الثانية بالغاشية ثم صعد المنبر وقد ألصق إلى موضعه المعهود من جدار الكعبة المقدسة فخطب خطبة بليغة والى فيها الاستغفار ووعظ الناس وذكرهم وخشعهم وحضهم على التوبة والإنابة لله ﷿ حتى نزفت دمعها العيون
1 / 138