مشحوذ قاطع فأمر به فحزّ رأسه ثمّ أحرق.
رجع الى اخبار الصّين وذكر بعض أمورهم
كان أهل الصّين من شدّة التفقّد لأمرهم في قديم أيامهم وقبل تغيّره في هذا الوقت على حالة لم يسمع بمثلها.
[خبر التاجر الخراساني مع خصي الملك]
وقد كان رجل من أهل خراسان «١» ورد العراق فابتاع متاعا كثيرا وخرج إلى بلاد الصّين، وكان فيه بخل وشح شديد، فجرى بينه وبين خصيّ للملك كان أنفده إلى خانفو وهى المدينة التي تقصدها تجار العرب لأخذ ما يحتاج إليه ممّا يرد في المراكب- وكان هذا الخصيّ من أجل خدم الملك وإليه خزائنه وأمواله- مشاجرة في أمتعة العاج وغيره، امتنع عن بيعها حتّى شرق الأمر بينهما، وحمل الخصيّ نفسه على انتزاع خيار الأمتعة التي كانت معه واستهان بأمره، فشخص مستخفيا حتّى ورد خمدان، وهو بلد الملك الكبير في مقدار شهرين من الزّمان وأكثر، فخرج إلى السلسلة التّي وصفت في الكتاب، وسبيل من حرّكها على الملك الكبير أن يباعد إلى مسيرة عشرة أيام على سبيل النفى، ويؤمر بحبسه هناك شهرين، ثم يخرجه ملك تلك الناحية، ويقول: انك تعرّضت لما «٢» فيه بوارك وسفك دمك إن كنت كاذبا، وإذ كان الملك قد قرّب لك ولأمثالك من وزرائه وملوكه من لا يعوزك الانتصاف
1 / 72