تتجاوز فليس دون نفسه شيء، ثم يدفع إلى من يأكله.
[ديوان الزواني]
وفيهم نساء لا يردن الإحصان ويرغبن في الزنا، وسبيل هذه أن تحضر مجلس صاحب الشرط فتذكر زهدها في الاحصان ورغبتها في الدخول في جملة الزواني، وتسأل حملها على الرسم في مثلها، ومن رسمهم فيمن أراد ذلك من النساء أن تكتب نسبها وحليتها وموضع منزلها وتثبت في ديوان الزواني، وتجعل في عنقها خيط فيه خاتم من نحاس مطبوع بخاتم الملك ويدفع اليها منشور يذكر فيه دخولها في جملة الزواني وأن عليها لبيت المال في كل سنة كذا وكذا فلسا، وإنّ من تزوّجها فعليه القتل، فتؤدي في كلّ سنة ما عليها ويزول الانكار عنها.
فهذه الطبقة من النساء يرحن بالعشيات عليهنّ ألوان الثياب من غير استتار فيصرن إلى من طرا إلى تلك البلاد من الغرباء من أهل الفسق والفساد وأهل الصّين، فيقمن عندهم وينصرفن بالغدوات، ونحن نحمد الله على ما طهّرنا به من هذه الفتن.
[معاملات أهل الصين بالفلوس والتجارة]
وأما تعاملهم بالفلوس، فالسبب فيه انكارهم على المتعاملين بالدنانير والدراهم: أنّ لصّا لو دخل منزل رجل من العرب المتعاملين بالدنانير والدراهم لتهيأ له حمل عشرة آلاف دينار ومثلها من الورق على عنقه، فيكون فيها عطب صاحب المال، وأنّ لصّا لو دخل إلى رجل منهم لم يحمل أكثر من عشرة آلاف فلس، وإنما ذلك عشرة مثاقيل ذهب.
1 / 57