ناس طه اللحو ضو القبيلة الخامدة.
يقول إن نفسه أمست حزينة ومنقبضة، ولا تسليه مجالسة الغيد الحسان ولا براقع «حميدة وحامدة» بعد أن فارق رفاقه أصحاب القلوب الشجاعة، وخاصة «طه» الذي يشبه الأسد (اللحو) ضوء القبيلة التي تخمد نارها. ويقف الهمباتي إلى جانب رفيقه عند القبض عليه، ويبذل كل ما في وسعه لتخليصه من ورطته:
الخبر البيجي الصديق مقفل جوة،
حالف ما بقيف دونو إن بقيت في هوة.
فقد ورد خبر بأن رفيقه قد سجن فأقسم ألا يكف عن السعي لخلاصه ولو قاده ذلك إلى هاوية. ومن صور الوفاء للرفيق عندهم أن أحدهم إذا قبض عليه بجريمة سرقة الإبل فإنه يتحمل وحده العبء ولا يذكر شركاءه أو يقر بأسمائهم، وبالمقابل فإن شركاءه يسعون بكل السبل لتخليصه، وإذا أخفقت محاولاتهم فإنهم يتكلفون بإعالة أسرته طوال مدة بقائه في السجن. • قواعد الهمبتة: وتقوم الهمبتة على قواعد يتحتم على «الهمباتي» مراعاتها وإلا فهو لا يعد في عداد «الهمباتة» ويكون محتقرا، وأول هذه القواعد:
الإبل فقط: أي إن الهمباتي لا يقرب إلا الإبل فقط دون غيرها من المواشي أو الأموال، كقاعدة أساسية تميز بين الهمباتي واللص.
ما بتدبى لي عنز الفطيم والشاي،
بعرف سوق بكارا دلتن داداي.
فمن العيب أن يدب متلصصا ليسرق المعزى التي تحلب للطفل الرضيع وللشاي وهو يعرف فقط سوق النياق على أصوات الحداء (الداداى)؛ ذلك أن نهب الإبل في عرفهم عزة وفخر ويجلب تقدير وثناء القبيلة كما يجلب إعجاب الغواني، ونهب غير الإبل فيه ضيعة وصغار ويجلب الذم والاحتقار. فالإبل هي أثمن ثروات البدو، العائد منها لا يقاس بالعائد من غيرها كالبقر والضأن. وهناك الجانب الاجتماعي حيث تقاس ثروة الرجل بما يملك من إبل تحدد مكانته في السلم الاجتماعي، وفوق هذا وذاك فإن الإبل قادرة على السير لمسافات بعيدة لا يدركها أصحابها الذين يقتفون أثرها «الفزع».
العلانية: إن الهمباتي لا يأتي متلصصا في الخفاء، وإنما يحصل على غنيمته جهارا نهارا وعنوة واقتدارا . ولا يسلبون إلا الإبل المحمية، والهمباتة يعزفون عن الإبل (الهاملة):
Bog aan la aqoon