Buugga Riddada
كتاب الردة
Tifaftire
يحيى الجبوري
Daabacaha
دار الغرب الإسلامي
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
Goobta Daabacaadda
بيروت
٦- فَشِيمُوا [١] السُّيُوفَ وَلا تَبْعَثُوا ... حُرُوبًا تُذَلُّ بِهَا النُّزَّلُ
ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ وَعَنْوَنَ [٢] خِتْمَهُ، وَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ يُقَالُ لَهُ مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
فَلَمَّا وَصَلَ الْكِتَابُ إِلَى الأَشْعَثِ وَقَرَأَهُ، أَقْبَلَ عَلَى الرَّسُولِ وَقَالَ: (إِنَّ صَاحِبَكَ أَبَا بَكْرٍ هَذَا يُلْزِمُنَا الْكُفْرَ بِمُخَالَفَتِنَا لَهُ، وَلا يُلْزِمُ صَاحِبَهُ الْكُفْرَ بِقَتْلِهِ قَوْمِي)، فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ: (نَعَمْ يَا أَشْعَثُ يُلْزِمُكَ الْكُفْرَ، إِنَّ اللَّهَ ﵎ قَدْ أَوْجَبَ عَلَيْكَ الْكُفْرَ [لِمُخَالَفَتِكَ] لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ) .
قَالَ: فَوَثَبَ إِلَى الرَّسُولِ غُلامٌ مِنْ بَنِي مُرَّةَ ابْنِ عَمِّ الأَشْعَثِ، فَضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ ضَرْبَةً فَلَقَ هَامَتَهُ، فَسَقَطَ الرَّسُولُ مَيِّتًا، فَقَالَ لَهُ الأَشْعَثُ: (للَّه أبوك، فلقد [ق] صرت الْعِتَابَ وَأَسْرَعْتَ الْجَوَابَ) . قَالَ: فَوَثَبَ أَبُو قُرَّةَ الْكِنْدِيُّ [٣] مُغْضِبًا فَقَالَ: (يَا أَشْعَثُ، لا وَاللَّهِ، مَا يُوَافِقُكَ أَحَدٌ مِنَّا عَلَى هَذَا الأَمْرِ أَبَدًا، تَقْتُلُ الرَّسُولَ بِلا ذَنْبٍ كَانَ مِنْهُ، وَلا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهِ)، ثُمَّ أَقْبَلَ أَبُو قُرَّةَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ كِنْدَةَ فَقَالَ: (انْصَرِفُوا وَلا تُقِيمُوا، فَإِنَّ الصَّوَابَ عِنْدِي الرَّحِيلُ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، وَإِلا فَتَوَقَّعُوا الْعُقُوبَةَ) .
قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو قُرَّةَ الْكِنْدِيُّ وَهُوَ يَقُولُ:
(مِنَ الطَّوِيلِ)
١- قَتَلْتُمُ رَسُولا أَنْ أَتَى بِرِسَالَةٍ ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَوْ [٤] إِلَيْهِ سَبِيلُ
٢- فَجِئْتُمْ بِأَمْرٍ فِيهِ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ... وَذَلِكَ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ طَوِيلُ
[١] في الأصل: (سيموا) غير معجمة.
شام السيف شيما: أغمده، وسله أيضا، وهو من الأضداد (اللسان: شيم) .
[٢] عنون الكتاب: كتب عنوانه.
[٣] أبو قرة الكندي: أبو قرة بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر الكندي، كان شريفا، وفد على النبي ﵌، وذكر ابن سعد أن ابنه عمرو بن قرة ولي قضاء الكوفة بعد شريح القاضي. (الإصابة ٧/ ٣٣٢) .
[٤] في الأصل: (ولا إليه) . ويختل بها الوزن.
1 / 192