Buugga Riddada
كتاب الردة
Baare
يحيى الجبوري
Daabacaha
دار الغرب الإسلامي
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
Goobta Daabacaadda
بيروت
٣- لَمَّا رَأَى النَّاسَ قَدْ وَلَّوْا ظُهُورَهُمُ ... لاقَى الْقِتَالَ وَحَامَى عُرْضَةَ النَّاسِ
٤- مَا زَالَ يَطْعَنُ بِالْخُطَى مُعْتَرِضًا ... جَمْعَ الْعِدَاةِ كَلَيْثٍ بَيْنَ أَخْيَاسِ [١]
٥- يَمْضِي إِلَى اللَّهِ قِدْمًا لا يُرِيدُ بِهِ ... دُنْيَا وَلا يَبْتَغِي حَمْدًا مِنَ النَّاسِ
٦- حَتَّى أَصَابَ الَّذِي قَدْ كَانَ أَمَلُهُ ... أَعْظِمْ بِمَا نَالَهُ الْمَرْءُ ابْنُ شِمَاسِ
قَالَ: ثُمَّ حَمَلَ بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا، فَلَمْ يَزَلْ يقاتل حتى قتل، رحمة الله عليه.
قال رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ الأَنْصَارِيُّ [٢]: (وَاللَّهِ لَقَدْ كُنَّا نَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ فِيمَا مَضَى:
سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ٤٨: ١٦ [٣]، فَلَمْ نَعْلَمْ مَنْ هُمْ، حَتَّى دَعَانَا أَبُو بَكْرٍ ﵁ إِلَى قِتَالِ بَنِي حَنِيفَةَ، فَلَمَّا قَاتَلْنَاهُمْ عَلِمْنَا أَنَّهُمْ أُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ هَزَمُونَا نَيِّفًا عَلَى عِشْرِينَ هَزِيمَةً، وَقَتَلُوا مِنَّا مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، كَادُوا أَنْ يَفْتَحُونَا مِرَارًا، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ ﵎ أحب أن يعز دينه) .
[٢٣ أ] قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ اجْتَمَعَتْ آرَاؤُهُمْ/ أَنْ يَحْمِلُوا بِأَجْمَعِهِمْ عَلَى بَنِي حَنِيفَةَ حَمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ إِنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ حَتَّى يَنْكَوْا [٤] فِيهِمْ، فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَكَبَّرُوا تَكْبِيرَةً، ثُمَّ حَمَلُوا عَلَيْهِمْ فكشفوهم، حتى ألجئوهم إِلَى حَدِيقَةٍ [٥] لَهُمْ فَلَمَّا دَخَلُوا إِلَى الْحَدِيقَةِ وحصنوا
[١] في الأصل: (أجناس)، والأخياس: جمع خيس (بالكسر) وهو موضع الأسد. [٢] رافع بن خديج بن رافع بن عدي الخزرجي الأنصاري، عرض على النبي ﵌ يوم بدر فاستصغره وأجازه يوم أحد، فخرج بها وشهد ما بعدها، كان عريف قومه في المدينة، توفي متأثرا من جراحه سنة ٧٤ هـ- وصلّى عليه عبد الله بن عمر. (الإصابة ٢/ ٤٣٦- ٤٣٧، الاستيعاب ٢/ ٤٧٩، الأعلام ٣/ ١٢) . [٣] [الفتح: ١٦] . [٤] ينكوا فيهم: يقتلوا ويجرحوا، نكى في العدو: قتل فيهم وجرح، ينكي نكاية. (الصحاح: نكى) . [٥] الحديقة: بستان كان بقنا حجر من أرض اليمامة لمسيلمة الكذاب، كانوا يسمونه حديقة الرحمن. (ياقوت: الحديقة) وعرفت بعد ذلك بحديقة الموت.
1 / 132