وفي عام 1861م يصفه شارل لورباك
Charle Lorbac
بقوله: «كان ڤاجنر متوسط القامة، ينبئ كل ما فيه بتكوين عصبي؛ فحركاته مباغتة، تنم عن صبر نافد، كحركات شخص يلتهم فكره زمانه؛ ولجبهته اتساع غير عادي، وتحتها عينان صغيرتان، ولكن يشع منهما لهب نفاذ، أما الأنف فانحناؤه أقوى ... والصفة العامة في الرجل هي الإرادة الطاغية والنشاط الدائب.»
مثل هذه الطبيعة كان من المحال أن يغيرها الزمان أو يبعث فيها الهرم تأثيره المخدر. وها هو ذا فيكتور تيسو
Victor Tissot
يقارن بينه في عام 1875م وبينه في عهد شبابه فيقول : «لم يتغير فيه سوى الشعر الذي اكتسى بريقا فضيا خفيفا. أما الرأس فكما هو؛ لا يزال له نفس التركيب بزواياه الحادة ... وظلت لحركاته نفس السرعة والمباغتة ... وللسانه نفس القدرة على الدوران كالطاحون ... إنه دائما ثائر تبدو عليه الرغبة في النضال أو الحض على حرب صليبية، فهو كبركان دائم التفجر؛ في كل ما يفعله وكل ما يقوله خليط من الحمم واللهب والدخان، وإن المرء ليحس بالوهج بمجرد أن يقترب من ذلك الرجل البركان، حتى لتدفعه الرغبة إلى عودة رجال المطافئ ليبردوا لهيبه.»
وما كان لتلك الحيوية المتدفقة أن تعبر عن نفسها إلا على شكل هجوم دائم، وما كان لها أن تحيا إلا حياة كلها صراع ونضال لا تعرف الهدوء أو السرعة حتى لحظتها الأخيرة. وهكذا كانت حياته هجوما متواصلا: على تقاليد الفن عامة، والموسيقى والشعر والدراما والمسرح بتفاصيلها، وعلى السياسة والمجتمع، وعلى الكنيسة، واليهود والفرنسيين والإيطاليين. كانت ثورة جارفة دعمت الأيام نتائجها وثبت التاريخ أركانها، واستمرت عناصرها في كثير من التيارات الموسيقية والدرامية والمسرحية الحالية، بحيث لا يستطيع أحد أن ينكر أن ڤاجنر، شأنه شأن كل فنان أصيل، قد ترك في الفنون التي عالجها طابعا خاصا به لا يمكن أن تمحوه الأيام.
فلسفة ڤاجنر وفنه
بين التفاؤل والتشاؤم
أفكار ڤاجنر الفلسفية
Bog aan la aqoon