============================================================
نسيه، كالسحرة، وأصحاب محمد وغيرهم ممن أتتهم منة الله عز وجل ، برفع الامتحان عنهم والتكلف لطلب التوبة ، فبهرت عقولهم حجته ، وأزعجها إليه توفيقه وتفضله، إلا أنها وإن لم يكن معها امتحان التكلف للطلب ، فقد نهت عقولهم علىا المعرفة بالله عز وجل، وعظيم قدر ثوابه وعقابه، وعظيم حقه عليهم، وواجب طاعته، ولم يتمالكوا مع هذه المعرفة أن رفضوا كل قاطع يقطعهم من الله عز وجل وأقبلوا بعقوهم على ربهم، قد استفرغوها في الإقبال عليه والإنابة إليه .
فقد ساوى هذا التائب من قبله الذي قلت كلفته، ولم تغم عليه ذنوبه عند توبته، وساوى من لم تكن له صبوة، لأنه قد تطهر مما يكره الله عز وجل.
وعليهم جميعا حسن القيام بحق الله عز وجل فيما بقي من أعمارهم.
باب معرفة حقوق الله بأسبابها (وأوقاتها) (1) وعللها وإرادتها وترتيبها في القيام بها، والرعاية لها ولا بد للخلق أجمعين من معرفة حقوق الله عز وجل بأسبابها ، وأوقاتها الا وعللها، وإرادتها، ووجوبها، وفيم هي؟ وأيها بدأ الله عز وجل به خلقه؟ وأيها أوجب أن يبدأ به الأول فالأول، لا يقدم ما أخر الله، ولا يؤخر ما قدم اله هنها كما قال ابو بكر لعمر رضي الله عنهما في وصيته: " واعلم أن الله عز وجل حقا بالنهار لا يقبله بالليل، وحقا بالليل لا يقبله بالنهار".
فأما أوقاتها : فكالحج في وقته، وكالصلوات في أوقاتها.
وأما أسبابها فكوجود السبيل إلى الحج (2) لأن الله أوجب على عباده أداء حقه لا (1) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (2) في ط: السبيل للحج
Bogga 89