============================================================
له تعالى فيه جارحة من جوارحه. لا يعرف آنه حفظ لسانه في يوم من ايامه إلى أن امسى، فلم يتكلم بكلمة يتخوف سخط الله عز وجل فيها، ولا سلم سمعه وبصره و (لا) (1) خطاه، ولا تفقد فيه قلبه يوما إلى الليل في طاعة ربه ، فلم تخطر خطرة رياء ولا عجب ولا كبر ولا حسد إلا كرهها وسلم منها ، فأخلص طاعة ربه يوما من آيامه فيما خلا من عمره.
فإذا نظر إلى كثرة تضييع حقوق الله جل وعز، ودوام ترك الرعاية لها وعظيم الذنوب، وكثرة المظالم (2) للناس عنده في أعراضهم وأموالهم ، وترك الإخلاص في القليل الذي كان يعمله، خاف أن يكون الخير محعبطا، وتضييع حقوق الله تعالى وعظيم الذنوب قد سقط بهما من عين الله جل وعز، وكان يخامر الإبياس عقله؛ الأ نه كان يظن أنه مطيع لله ، فلما (2) فتش نفسه وتذكر أحواله، علم أنه قد كان حرب ت بكثير من دينه(4) وهو لا يعلم (5) ، فمثله كمثل رجل كان له مال عظيم في صندوق ا ال ال ا ا ا فانكسر قلبه وأيقن بغقره.
فكذلك هذا المتفتش لنفسه المتفقد لعيبه ، إذا أيقن بالافتقار (2) ، ثم فزع قلبه الى ذكر ذي الجود والكرم، وأيادي الله السابقة (7) فيمن كان أعظم منه ذنبا وأطول غفلة كالسحرة وغيرهم، ثم رأى آثار الجود والتفضل عنده إذا نظر إلى نفسه قد نهاج الخوف منها ، وتذكرت ما مضى من الذنوب، لتطهر من آدناسها قبل لقاء ربها عز وجل.
(1) سقطت من ط.
(5) في : وهو غافل.
(2) في ا: وكثرة المطالبة للناس.
(6) في ط: وكذلك لما أيقن بالافتقار.
(3) في ط : فكلما.
(7) في ا: السالفة.
(4) في ط: حرب بدينه.
Bogga 75