226

============================================================

فان كان مكاثرا أو مفاخرا فطنأ - يريد ان يحمد ويفاخر ولا يذم - لم يصرح بذلك [ولكن] عرض بجميع ذلك ، لينال المباهاة والمفاخرة والمكاثرة، ولا يصرح فيقولوا : مباه، مرائي، مفاخر، مكاثر .

وهذه بعضها تجامع بعضا ولكن يزيد بعضها على بعض، فمن ثم فرق الكتاب والسنة بينهما وذلك قول الله عز وجل: (وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأقوال والأولاد)(1).

و قد قال النبي عوالله : " من طلب الدنيا مكاثرا مفاخرا" وقال في آخر الحديث " خلالا" ففرق بينهما.

(التحاسد]: فلت : فالتحاسد.

قال : يبعث عليه الرياء وغيره، فأما ما كان من الرياء فحسدا ونفاسة أن يدرك (غيره] من المنزلة أكثر مما يدرك، ومن حمد الناس أكثر مما يدرك من الحمد ، لا فيحب ان تزول عنهم النعم، ليلا يعلوه بها [أحد] فيكون دونهم عند إخوانهم وغيرهم، وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأبي أمية : لا أبقاني الله وإياك الى زمان يتغاير فيه على العلم، كما يتغاير على النساء (2) .

قلت: وكيف يرد الحق وهو يعلم انه حق؟

قال : لكراهة ان يقر له بالصواب فيعلوه، ولذلك تفرق أهل الكتاب بغيا بينهم وحسدا (3) .

(1) سورة الحديد، الآية: 20.

(2) وقد كان والله في عصرنا من تحاسد العلماء وتناحرهم على موارد الكسب والاستغلال ما تخجل منه الوجوه الحرة، ولا سيما ممن يشار إليهم ويعتمد على رايهم، وهم يحسبون انهم يچسنون صنعا.

(3) بل وكفرق المسلمون كذلك، ومن هنا نعلم كيف دفعهم الرياء والنفاق إلى التمسك بالباطل وجمع الناس حولهم في صورة فرق ليس فيها ناجية إلا واحدة، وهي اهل السنة والجماعة، وكل يدعيها ، وقد ضاع الحق في ظلمة الدعوى.

226

Bogga 225