200

============================================================

والكفار عدو تراهم الأعين وتسمع أصواتهم الآذان. فإن غفل العبد (1) فأصابته منهم نزعة من ضربة أو طعنة أو رمية لم ينفك من أجر إن عاش، أو شهادة إن هات.

والشيطان عدو يراك ولا تراه. كما أخبرك عنه ربك عز وجل: { إنه يراكم هو وقبيله من حيه لاترونهم(2) فهو أجدر أن يظفر بك فلا تظفر به .

قال ابن حيريز في ذلك : "صياد يراك ولا تراه، يوشك أن يظفر بك " يعني: ابليس يراك ولا تراه.

وإن غفلت عنه فأصابتك نزغته فعملت فيك (ما عملت) (3) لم تعر من إثم أو حبط عمل، أو نقص من فضل.

وإن مت عليها في قتال في سبيل الله عز وجل أو غير ذلك، وقد قبلت منه خطرة من الرياء أو غيره مما نهيت عنه، كانت النار (لك) (4) أو يعفو الله عنك .ا فأي العدوين أولى أن تحترز منه؟ وأي النزغتين أولى أن تحذر ؟

عدو تراه، وإن غفلت عنه فأصابتك نزغته لم تخل من آجر أو شهادة .

أو عدو يراك فلا تراه، وإن أصابتك نزغته لم تخل من إثم أو خسران عمل ، أو موت أو دخول إلى النار أو يعفو الله عز وجل العلي الكريم فقد تبين غلط الفرقة التي قالت : إن من الاشتغال بالله عز وجل الإعراض عما حذر الله منه طاعة الله عز وجل واتباعا لأمره فذلك بين عند من عقل أمر الله .

بحيث لا يطغى جانب على جانب، وكما يقولون دائما : يجب أن يكون المؤمن بين الدنيا والآخرة، وبين الخوف والرجاء كالطائر بين جناحيه، فكما يجب أن يكون الجناحان مستويين كذلك يجب أن تكون هذه المشاعر متوازنة تماما.

وعليه فالدعوة إلى الدروشة لدى المتأخرين من الأدعياء خطأ وانحراف.

(1) في ص : فإذا غفل.

(2) سورة الاعراف، الآية: 27.

(3) ما بين الحاصرتين: ساقط من ط (4) ما بين الحاصرتين: لا توجد في ط

Bogga 199