============================================================
وأما أن يسوف التوبة من ذلك ويقبل الرياء ويعمل عليه .
كالرجل يتكلم بالكلام وما له فيه معنى يريده (1) غير المخلوقين ويفطن لذلك فيمضي في كلامه ولا ينفيه عن قلبه، ولا يسكت عن كلامه.
وكذلك: يذهب إلى الموضع ما له فيه الغنى غير المخلوقين، يريد حمدهم او منفعتهم بطاعة ربه، كالذهاب إلى (مجلس) (2) العلم أو مجلس من مجالس الذكر الا فيعرف لذلك ولا ينهى نفسه.
وكذلك في الصلاة : يخطر له الرياء فيعرفه ، فيعمل عليه .
وكذلك : إذا عرض له الذهاب والكلام والعمل قبل أن يدخل فيه ، فخطر وله) الرياء فعرفه بقلبه ودخل في العمل على ذلك، ولم ينه نفسه عن ذلك .
فالذي لم يعرف حين عرض له فسخ كراهته الأولى حين ركن إلى القبول والاعتقاد للرياء.
والذي عرف ثم لم يكره كانت معرفته عليه حجة، إذ ذكره الله عز وجل نبهه وعظه، وعرفه ما عرض له من الرياء الذي يحبط عمله، فركن إلى داعي الرياء وقبله بعد علم ومعرفة، لغلبة هواه والشهوة، فلم تنفعه المعرفة والكراهة حين افترقا عند عارض الداعي إلى الرياء.
وكذلك: يروى عن الحسن، قال : لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه حمله.
فمنهم من يزين له ما هو فيه فيرى انه مصيب.
ومنفم من تغلبه شهونه بعد علم ومعرفة.
(1) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط.
(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط.
Bogga 186