146

============================================================

قلب أيقن بالااياس من رحمة الله، وعلم ان ضعفه لن ينجو من عذاب الله، فعندها تنقطع نفسه حسرات فيسأل الرجوع.

فيقول: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)(1).

هيهات خسرت يداه، وانقطع من الله رجاؤه، وبدا له غير ما كان يحتسب من ربه عز وجل، ردت عليه ندامته وتوبته، وحيل بينه وبين الرجوع إلى الدنيا ليعتب من أسخطه ثم لا تسأل ما بعد هذه الأحوال من الحال.

وإن سمع البشرى من الله عز وجل بأنه قد رضي عنه ، وأن له الجنة (وأن) (2) إليها منقلبه، فلا تسل (2) عن فرح قلبه وسروره، وتحقيق رجائه وحسن ظنه بربه، وأمنه على بدنه من العذاب بعد طول مخافته وإشفاقه وكذلك قال الله تعالى في كتابه : وتتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تخزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)(4).

فقيل في التفسير : إن ذلك عند الموت ، تقول الملائكة : لا تخف ما أمامك من الأهوال، ولا تحزن على ما خلفت، وأبشر بالجنة التي كنت توعد .

فيا له من قلب، ما أفرحه حين يسمع البشرى من ملائكة ربه تعالى، هذا يوم راحته ولها كان يعمل، وقد قيل لبعض العباد : علام تعمل؟ قال : على راحة الموت.

وقد روي عن الحسن، أنه قال : ليس للمؤمن راحة إلا في لقاء الله عز وجل ل ومن كانت راحته(5) في لقاء الله عز وجل فقد فاز، فيوم الموت يوم سروره وفرحه، وامنه وعزه وشرفه.

(1) سورة المؤمنون، الآية: 99.

(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (3) في ط: لا تسأل.

(4) سورة فصلت، الآية: 30.

(5) في ط: ومن كانت براحته.

146

Bogga 145