110

============================================================

وقد يعرض للعبد الغرض فيقوم به فيضيع ما هو آوجب منه، كالصوم في السفر أو الصوم في المرض، حتى لا يقدر أن يصلي إلا قاعدا أو مضطجعا، ولو افطر لأمكنه أن يصلي قائما، وقد يصوم في السفر أو في المرض حتى يضجر ويخرج الى ما لا يحل له من الكلام وغيره.

وقد يجب على العبد الفرض ، فيؤديه لإرادة الدنيا، يرى أن ذلك يجزئه، وأن ذلك أولى به جهلا وغلطا كالزكاة تجب عليه فيعطيها فقيرا قد لزمه ذمامه لا بد لهه من مكافأته (لما وجب عليه ولزمه) (1) فيفي ماله بحق الله جل وعز، كاليد اصطنعها إليه، أو عمل له عملا على غير آجرة مسماة، كالرجل ببخدمة أو يقوم جوائجه، أو المرأة الفقيرة ترضع له أو تخدم أهله أو تلطفهم بالبر، فقد ألزم نفسه مكافأته ، فيعطيه الزكاة لتسقط عنه مكافأته، ولعله يترك من هو أولى منه أن يعطيه، أو الرجل يخاف لسانة إن لم يعطه ، أو يرجو حمده فيعطيه فيكثر له ، ويمنع من هو أحوج منه، والله عز وجل ، يقول: يؤتي قاله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى(2) ...4.

وقال جل وعز وعلا: (وقا آتيتم من زكوة تريدون وجة الله(3) ).

وكذلك الوصية يوصي بها إليه في وجوه البر، مثل ابن السبيل والفقير أو غيرهما، فيخص بها إنى ذوي الأيادي عنده، ومن لزمه ذمامه، ومن يخاف لسانه أو يرجو مكافأته أو حمده، ويدع من هو أولى به ، فيدع أن يضعه كما أمر به صاحبه، أو يغش الميت في وصيته ويعمل في منفعة نفسه فيما أوصى إليه به .

في صحيحه، ح 114، 116، 126 من كتاب المسافرين. وإبن ماجه في سننه، الباب 28 من كتاب الزهد. والدارمي في مسنده، الباب 44 من كتاب الصلاة. وأحمد بن حنبل في المسند .274 ،169 ،1143 (1) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (2) سورة، الليل، الآية: 18.

(3) سورة الروم، الآية: 29.

Bogga 109