184

Rhetorical Techniques

أساليب بلاغية

Daabacaha

وكالة المطبوعات

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٠ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

- أو عن غير هذين النوعين، كقوله تعالى: «قالُوا: سَلامًا، قالَ: سَلامٌ» (١)، كأنه قيل: فماذا قال إبراهيم ﵇؟ فقيل: قال سلام. ومنه قول الشاعر: زعم العواذل أنّنى فى غمرة ... صدقوا، ولكن غمرتى لا تنجلى (٢) لما حكى عن العواذل أنّهم قالوا: هو فى غمرة، وكان ذلك مما يحرك السامع لأن يسأله فيقول: فما قولك فى ذلك وما جوابك عنه؟ أخرج الكلام مخرجه إذا كان ذلك قد قيل له وصار كأنه قال: أقول صدقوا أنا كما قالوا ولكن لا مطمع لهم فى فلاحى، ولو قال: «زعم العواذل أنّنى فى غمرة وصدقوا» لكان يكون لم يصح فى نفسه أنّه مسؤول وأن كلامه كلام مجيب (٣). ومنه قول الوليد بن يزيد: عرّفت المنزل الخالى ... عفا من بعد أحوال عفاه كلّ حنّان ... عسوف الويل هطّال (٤) فانه لما قال: «عفا» وكان العفاء مما لا يحصل للمنزل بنفسه كان مظنة أن يسأل عن الفاعل. ومثله قول المتنبى: وما عفت الرياح له محلّا ... عفاه من حدا بهم وساقا فانه لما نفى الفعل الموجود عن الرياح، كان مظنة أن يسأل عن الفاعل.

(١) هود ٦٩. (٢) الغمرة: الشدة. (٣) ينظر دلائل الإعجاز ص ١٨٢. (٤) عفاه: محاه. حنان: مصوت، والمقصود الرعد المصاحب للمطر. عسوف: شديد. الوبل: المطر الشديد.

1 / 192