3
مقدمة الطبعة الثالثة الحمد لله الذي اخمد ذكر الطواغيت فصار بعز التوحيد والإسلام مطموسًا وأذل بقهره منهم أعناقًا ورؤوسًا وصرف عن أهل طاعته بلطفه وإسعاده أذى وبوسًا ورفع كيد شياطين الإنس والجن عن قلوب أهل الإيمان فأصبح عنها محبوسًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مخلص في معتقده وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى اللهم وسلم عليه وعلى آله وصحبه وعلى سائر التابعين مقصده الصابرين من البلاء على أشده. أما بعد: فما أشد حاجتنا إلى إعادة النظر في تقويم الرجال بعد رحلة الشقاء التي تركت قلوبنا مجرحة وأيدينا مرتعدة وسيوفنا ملثمة تلك الرحلة التي قام فيها على امرنا فريق التحف الإسلام وتبطن الكفر حمل بين فكيه لسانًا مسلمًا وبين جنبيه قلبًا كافرًا مظلمًا حرص كل الحرص على أن يطفئ نور الإسلام ويهدم عز المسلمين فلم يجد أعون له على هذا الغرض السيئ من أن يقدم لنا الكفر والفسوق والعصيان في ثوب إسلامي ويتولى تزيينه لنا سدنته من الزعماء وربائبه من المفكرين فكانت النتيجة ركامًا ضحلًا تافهًا مظلمًا من المبادئ التي أخذناها لنستر بها عُريَنا فعرينا! والمناهج التي اقتبسناها لننسج بها آمالنا فنسجنا بها أكفاننا!

1 / 3