وكان ﷺ يسأل أصحابه وهو يعلمهم ليشحذ أذهانهم، فتتهيأ للإصغاء لما يقول لهم، ويضرب لهم الأمثال ليقرب لهم المعاني التي يريد أن يفهمهوها، كما روى عبد الله بن عمر ﵄ عن النبي ﷺ قال: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي؟ قال فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا حدثنا يا رسول الله، قال: هي النخلة» (١) .
وكان الرجل يأتيه من البادية، وهو ﵊ جالس في المسجد يعلم أصحابه فيسأله عن بعض أحكام الإسلام فيعلمه، وينصرف كما في قصة ضمام بن ثعلبه التي وردت في صحيح الإمام البخاري ﵀ (٢) .
وكان ﷺ يجلس لأصحابه في المسجد فيسألونه ويجيبهم، ولم يكن الأمر مقصورا على التعليم والفتوى، ولكن كان مسجده مكانا للصلح بين المتخاصمين، ولتطبيق حدود الله، وللفصل في القضايا، ولقضاء حوائج الناس ومتابعة الفقراء وإطعامهم (٣) .