134

Research in Terminology by Al-Fahl

بحوث في المصطلح للفحل

Noocyada

وهذا يناقض قَوْل ابن الجلال المحلي وَهُوَ يتحدث عن الإدراج في أول الْحَدِيْث: «وَهُوَ أكثر مِمَّا في وسطه؛ لأن الرَّاوِي يقول كلامًا يريد أن يستدل عليه بالحديث فيأتي بلا فصل، فيتوهم أن الكل حَدِيْث» (١) . ومثال ما وقع الإدراج في وسطه ما رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ في " سننه " (٢) من طريق عَبْد الحميد بن جعفر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة بنت صفوان، قالت: سَمِعْتُ رَسُوْل الله ﷺ يقول: «مَنْ مَسّ ذَكَرَهُ، أو أنثييه أَوْ رفغه فليتوضأ» . فَقَدْ أدرج عَبْد الحميد بن جعفر ذكر «الأنثيين والرفغ» في الْحَدِيْث المرفوع، قال الدَّارَقُطْنِيّ: «والمحفوظ أن ذَلِكَ من قول عروة غَيْر مرفوع» (٣) . وَقَالَ الْخَطِيْب البغدادي: «وذكر الأنثيين والرفغين ليس من كلام رَسُوْل الله ﷺ، وإنما من قول عروة بن الزبير فأدرجه الرَّاوِي في متن الْحَدِيْث وَقَدْ بيّن ذَلِكَ حماد بن زيد وأيوب السختياني في روايتهما عن هشام» (٤) . فوهم عَبْد الحميد بن جعفر وأدرج كلام عروة في الحديث، في حين اقتصر الثقات من أصحاب هشام عَلَى ذكر «الذَّكَر»، وهم: أبو أسامة حماد بن أسامة، وروايته عِنْدَ الترمذي (٥)، وابن خزيمة (٦)، وابن الجارود (٧)، والطبراني (٨) . إِسْمَاعِيْل بن عياش، عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ (٩) .

(١) فتح القادر المغيث الورقة ٧٢/ب، وَهُوَ مقلد في ذَلِكَ السيوطي. انظر: تدريب الرَّاوِي ١/٣٧٠. (٢) ١/١٤٨، وكذا أخرجه الطبراني في " الكبير " ٢٤/١٥٧ (٥١١)، والبيهقي ١/١٣٧، والخطيب في " الفصل ": ٢٣٣. (٣) سنن الدَّارَقُطْنِيّ ١/١٤٨. (٤) الفصل للوصل: ٢٣٣-٢٣٥. (٥) في جامعه (٨٣) . (٦) في صحيحه (٣٣) . (٧) في المنتقى (١٧) . (٨) في الكبير ٢٤/١٥٩ (٥٢٠) . (٩) في سننه ١/١٤٧.

1 / 134