27

Remembrance for those who Fast: Virtues of Fasting and Prayer and Related Rulings

تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام

Daabacaha

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

ومن خصائصه، أنه شهر القرآن: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: ١٨٥] (١) فللقرآن فيه شأن في إصلاح القلوب والهداية للتي هي أقوم لمن تلاه وتدبره وسأل الله به، وكم جاء عن النبي ﷺ من بيان لفضل تلاوة القرآن لقوله ﷺ: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» (٢) . وقوله ﷺ: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأهله يوم القيامة» (٣) . وقوله ﷺ: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما» (٤) وقوله ﷺ: «خيركم من تعلم القران وعلّمه» (٥) . وكلها أحاديث صحيحة،

(١) سورة البقرة، الآية: ١٨٥. (٢) جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (٧٩٨) - ٢٤٤ في صلاة المسافرين وقصرها، باب: "فضل الماهر بالقرآن والذي ينتفع به". من حديث عائشة ﵂. (٣) أخرجه مسلم برقم (٨٠٤) - ٢٥٢. في صلاة المسافرين وقصرها، باب: "فضل قراءة القرآن وسورة البقرة". عن أبي أمامة الباهلي ﵁. (٤) أخرجه مسلم برقم (٨١٧) في صلاة المسافرين وقصرها، باب: "فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه". عن عمر بن الخطاب ﵁. (٥) أخرجه البخاري برقم (٥٠٢٧) في فضائل القرآن، باب: "خيركم من تعلم القرآن". قال الحافظ في الفتح (٨ / ٦٩٣): ولا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره. جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي، ولهذا كان أفضل، وهو من جملة من عنى ﷾ بقوله: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، [فصلت: ٣٣] . والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها: تعليم القرآن، وهو أشرف الجميع، وعكسه الكافر المانع لغيره من الإسلام، كما قال تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا [الأنعام: ١٥٧] . فإن قيل: فيلزم على هذا أن يكون المقرئ أفضل من الفقيه؟ . قلنا: لا، لأن المخاطبين بذلك كانوا فقهاء النفوس، لأنهم كانوا أهل اللسان، فكانوا يدرون معاني القرآن بالسليقة أكثر مما يدريها من بعدهم بالاكتساب، فكان الفقه لهم سجية، فمن كان في مثل شأنهم شاركهم في ذلك، لا من كان قارئا أو مقرئا محضا لا يفهم شيئا من معاني ما يقرَؤهُ أو يقرئه.

1 / 30