64

Reflections on the Call of Sheikh Muhammad ibn Abdul Wahhab

تأملات في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

Daabacaha

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

١٤١٩هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

ﷺ وهو الذي كسر صور الصالحين ١. ويقول عند تفسير قوله -تعالى-: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: ٢] . وأما قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فالله: عَلَم على ربنا ﵎ ومعناه: الإِله، أي المعبود؛ لقوله: ﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ﴾ [الأنعام من الآية: ٣]، أي: المعبود في السماوات، وفي الأرض إِذا عرفت أن معنى الله، هو الإِله، وعرفت أن الإِله هو المعبود، ثم دعوت الله، أو ذبحت له، أو نذرت له، فقد عرفت أنه الله، فإِن دعوت مخلوقا طيبا أو خبيثا، أو ذبحت له، أو نذرت له، فقد زعمت أنه هو الله» ٢. فلما كان كل ما يجب على العبد نحو ربه ومعبوده -وهو الله- عبادة، والعبادةُ لا تكون إِلا لله، دلّ ذلك على أن معرفة التوحيد أول واجب على العبد؛ لأن عليه مدار الأعمال، قال تعالى:: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ﴾ [محمّد من الآية: ١٩] . ٢- لا توحيد إلا بنفي وإثبات: لا يكفي في إِثبات التوحيد نفي العبد لألوهية غير الله، بل يجب أن تقوم حقيقتها الإِثباتية في القلب عقيدة، وفي الجوارح سلوكا. وكلمة التوحيد ليس معناها: أن تعتقد إِلهية الله فقط، ولكن

١ مؤلفات الشيخ، ٥/٦٥، ١٥٢، ١٥٣. ٢ مؤلفات الشيخ، ٤/١١-١٢، مجموعة التوحيد، ص٥٥.

1 / 74