كذلك أجرى الله عادته أن كسوف الشمس لا يكون إلا في آخر الشهر وخسوف القمر في منتصفه وأخبر سبحانه على لسان نبيه ﷺ أن ذلك مما يُخَوِّف الله به عباده؛ كذلك إذا أَطْلَعَ الله بعض الخلق على الوقت الذي سوف يحصل فيه الكسوف أو الخسوف بحساب سيْر الشمس والقمر ووقع كما أخبر، فهل يتعارض ذلك مع موجب الخوف وأنه سبحانه جعل ذلك آية يُخَوِّف بها عباده؟! (١).
وشاهد ذلك أن يُقارن الكسوف والخسوف في أيامه حَوَادث وآيات غضب ونقمة كما حصل هذه الأيام من الأعاصير والفيضانات في دولة أمريكا، فلا تعارض أن ذلك عذاب ونقمة.
وقد قارن ذلك كسوف الشمس والحمد لله، ونسأله المزيد من فضله حيث أخبر الحسّابون أن ذلك سيقع آخر شهر شعبان، والله أعلم؛ أما تَقَدُّم شهر ونحوه أوْ تأخره فلا يُعارض المقارنة، ومازالت النقمة مستمرة والحمد لله.
وقد قال ابن القيم ﵀: (نَعَم لا ننكر أن الله سبحانه يُحدِث عند الكسوفَيْن من أقضيته وأقداره ما يكون بلاءًا لقوم ومصيبة لهم، ويجعل