فإنه يقال:
أولًا: هذا معلوم عند السلف قبل زماننا ومُدَوَّن في كتبهم مثل ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله - وغيرهم.
ثانيًا: العلم بذلك لا يُعارض ما جعل الله هذه الآيات سببًا له من التخويف لتحصل التوبة والرجوع إلى الله؛ فلا تنافي إطلاقًا بين معرفة هذه الأسباب وبين ما ورد في الشرع بشَأنها إلا عند من يُريد التفلّت من العبودية لتكون حاله - كما قاله ابن القيم ﵀:
هَرَبُوا مِنَ الرِّقِّ الذي خُلِقوا لَهُ
فَبُلُوا بِرِقِّ النَّفْسِ وَالشيطَانِ!
ويكون ممن صَدَّق عليه إبليس ظنه .. قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (١).
قال الحسن البصري ﵀: (لما أهبط الله آدم ﵊ مِن الجنةِ ومعه حواء هبط إبليس فرِحًا بما أصاب منهما، وقال: " إذا أصبت من الأبوين ما أصبت فالذرية أضعف وأضعف "، وكان ذلك ظنًا من إبليس فأنزل الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ