63

Refinement of the Requirement of the Straight Path

تهذيب اقتضاء الصراط المستقيم

Daabacaha

مكتبة دار العلوم

Goobta Daabacaadda

البحيرة (مصر)

Noocyada

الوجه الثالث في تقرير الإجماع: ما ذكره عامة علماء الإسلام من المتقدمين، والأئمة المتبوعين وأصحابهم في تعليل النهي عن أشياء بمخالفة الكفار، أو مخالفة النصارى، أو مخالفة الأعاجم، وهو أكثر من أن يمكن استقصاؤه، وما من أحد له أدنى نظر في الفقه إلا وقد بلغه من ذلك طائفة، وهذا بعد التأمل والنظر، يورث علمًا ضروريًا، باتفاق الأئمة، على النهي عن موافقة الكفار والأعاجم، والأمر بمخالفتهم. الأمر بمخالفة الشياطين: ومما يشبه الأمر بمخالفة الكفار: الأمر بمخالفة الشياطين كما روى مسلم عن ابن عمر ﵄: أن النبي ﷺ قال: «لا يأكُلَنَّ أحدُكم بشمالِه، ولا يشربَنَّ بها، فإن الشيطان يأكلُ بشماله ويشربُ بها». [مسلم٢٠١٩] فإنه علل النهي عن الأكل والشرب بالشمال: بأن الشيطان يفعل ذلك، فعلم أن مخالفة الشيطان أمر مقصود مأمور به، ونظائره كثيرة. أعمال الكفار والأعاجم ونحوهم تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قد ذكرنا من دلائل الكتاب والسنة والإجماع والآثار والاعتبار:

1 / 63