حكم الكافر الأصلي وغيره إذا مات
السؤال
ما حكم الذين لا يكفنون ولا يصلى عليهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين جزاك الله خيرًا؟
الجواب
الكافر من عُلم موته على الكفر، فهذا لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يوجه إلى القبلة، سواء كان هذا الكفر كفر ردة، أو كفر أصلي.
الكفر الأصلي: أن يكون يهوديًا أو نصرانيًا أو مشركًا أو ملحدًا أو كفر ردة: من يقع في عمل من أعمال الكفر يخرجه عن دين الله، مثل: ترك الصلاة، فإن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة، موجب لسخط الله، يترتب عليه -والعياذ بالله- خروجه من الدين ويقتل مرتدًا، لا يقتل قتل حد؛ لأن الشخص إذا قُتل حدًا أو رجمًا، أو أقيم عليه حد فإنه يغسل، ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين؛ لأنه مسلم، لكن إذا قتل ردة عن دين الله، وقيل له: صلِّ لمدة ثلاثة أيام ورفض، يقتل مرتدًا عن دين الله، ولا يدفن ولا يغسل ولا يكفن ولا شيء.
وكذلك إذا مات ولو لم يقتل، لو أن ولدك لا سمح الله -نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الذرية الصالحة- في بيتك وأنت تعلم علم اليقين أنه لا يصلي، وتمر عليه الأقوات ولا يعرف الله، ولا يتجه إلى قبلة، ولا يعرف مسجدًا، ونصحته وأمرته وضربته، ومع ذلك قال لك: لن أصلي أبدًاَ، فما موقفك منه؟ لا يجوز لك أن يبقى في بيتك؛ لأنه كافر، ولا يجوز أن تآكله وتشاربه وتؤويه؛ لأنه محدث في دين الله، ولا يجب أن تنفق عليه، بل عليك أن تبلغ به ولي الأمر، تذهب إلى المحكمة وتقدم فيه عريضة، وتقول: ولدي فلان لا يصلي، يأتي به القاضي ويقرره إن قال: لا.
أنا يا شيخ أصلي، فترجعه معك وتأخذ عليه شهودًا بأنه يصلي، وتراقب أداءه، وإن قال: لا.
أنا لا أصلي، فهناك يقام عليه الحد بعد أن يستتاب ثلاث مرات، فإن تاب وإلا قتل، وأما إذا مات -مثلًا- افرض أنك لم تشتك به، أو اشتكيته ولم يهتد، أو هرب منك وشرد عندما أخرجته وبقي فترة من الزمان، وأخيرًا جاءك خبر أنه مات، فما موقفك؟ موقفك منه ألا تذهب لتصلي عليه، ولا تدع الناس يغسلونه، ولا تكفنه، ولا تدفنه في مقابر المسلمين، خذه إلى أي أرض ليس فيها قبور، وانظر له أي حفرة، واحفر له حفرة وضعه على وجهه، لكن تأتي به إلى القبلة وتقول: صلوا عليه لا يجوز لأنه كافر.
وإذا فعلت شيئًا من ذلك فقد خنت المسلمين، وطلبت من المسلمين أن يشفعوا في كافر، وأن يصلوا على كافر، وأن يدعوا لكافر، وأن يضعوه بين المسلمين وهو كافر، ويوجهوه إلى القبلة وهو ليس من أهل القبلة، فهذه الأحكام تندرج على تارك الصلاة والعياذ بالله.
7 / 18