من يستطيع تصوير شيء من جمال حركاته وسكناته، من بديع ألوانه وخيالاته، من هول اضطرابه وهدوئه، من بهاء بعده ودنوه
لا يتوقعن القاري أن ننقل إليه طرفا من سماء سوريا على صحيفة من القرطاس
إن ما يتنوع فيها من الألوان، وما يتعدد فيها من أشكال الجمال ساعة مغيب شمس الخريف؛ ليستحيل استخراجه من هذا السائل الأسود «الذي يسود الوجه والقلب أحيانا.»
جل ما نستطيعه أن نشير إشارة إلى جمال الطبيعة وغموضها، إلى غرائب شمسها وأسرار غسقها
يقصد السياح جبال سويسرا ليشاهدوا منها غياب الشمس، والشمس هناك تغيب في الأحراج أو تختفي في الثلوج
وشمسنا - شمس سوريا - تستحم في البحر فتتورد من مشهد استحمامها الجبال
قف معي والجبال نشاهدها الآن، قف معي والبلبل ننشد جمالها
ها إنها قد دنت من الماء فتجسمت حولها الألوان جبالا وسهولا، وبسطت الغيوم أودية وحقولا، وبدت الأنوار في الضباب جزرا وصخورا، وغزلت من أناملها في المياه خيوطا براقة وفسولا
هي تبعث حبها في الغيوم فتشعلها إشعالا، فيخيل للناظر أنها عرائس راقصات، في مروج خضراء، على شواطئ بحيرات من دم المحبين حمراء
بل حول جبال كأنها البراكين، ترقص أرواح المحبين
Bog aan la aqoon