289

Rayhaniyyat

الريحانيات

Noocyada

إنه ليوم سكينته من القبور، وصراخه من أعماق قلب الديجور

في الأودية والأحراج وفي السهول والجبال تتقطع أنامل الطبيعة في نول آمالها، ويذوب قلبها على مذبح جمالها

إننا لفي الخريف، وإلى جانب الموقد على جلود الصوف تجلس أنفس الجبال لتسمع في النار نشيد الزمان

والزمان يندب ابنه المشرف على الموت، يندب العام الذي دفن الأزاهر تحت ما تناثر من أوراق حبه، وجاء يحفر قبره في الثلوج

وفي القفص يغرد البلبل، وفي الأودية تولول الرياح •••

ألا قف بي على أطلال العام، نر مشهدا شيدت فيه هياكل الحزن والهيام، هياكل يرفع الربيع تماثيلها فيسقطها الشتاء الهدام

إن صوت النعي لينتشر في الغابات والحقول، في المروج والجبال وبين الأشجار والصخور

إنه ليخرج من الصخور كهدير الأمواج حول طنين الأجراس، ومن الأشجار ألحانا تحسبها منظومة من مراثي أرميا ومزامير داود

وإنه ليهز أدواحا راسخة في أرضها فينبه فيها شمائلها

يتشامخ الصنوبر كبرا وعتوا فتغمز أعناقها الرياح

Bog aan la aqoon