Rayhanat Kitab
ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
Tifaftire
محمد عبد الله عنان
Daabacaha
مكتبة الخانجي
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٩٨٠م
Goobta Daabacaadda
القاهرة
ليترك ذَلِك الْفَخر الْمَذْكُور لكم بَين الرُّكْن وَالْمقَام عرضة للانتقام، وَلَا ليصرف عَنهُ وَجه الاهتمام، مَعَ الاقتدار بالملوك الأعزة والإئتمام، وَوُجُود أَنَفَة الْملك وحمية الْإِسْلَام. فَمَا هِيَ إِلَّا مكرمَة جددت لتِلْك المكارم عهدا، وأنجزت لنصر الله وَعدا، وشرحت للدّين صَدرا، وأثبتت فِي الصَّالِحَات الْبَاقِيَات ذكرا. وَمَا تَفعلُوا من خير تَجِدُوهُ عِنْد الله، هُوَ خيرا وَأعظم أجرا. وَقد كُنَّا أصدرنا إِلَى مقامكم الرفيع كتابا، وأعملنا فِي شَأْن الْجَبَل وَمَا إِلَى ذَلِك خطابا، بِمَا يهز الشيم الزكية، ويحرك الهمم الملكية، فَحصل فَبل وُصُوله إِلَيْكُم الأمل، وَسبق القَوْل وَالْحَمْد لله فِي الْعَمَل، وحرك شيمكم الْكَرِيمَة باعث ذَاتهَا، ونبهها عَلَيْهِ كَمَال صفاتها. وَمن كَانَ سلالة ذَلِك الْملك الْكَرِيم النّسَب، الْأَصِيل الْحسب، أغناه مطبوع فَضله عَن المكتسب ورندة حرسها الله تَعَالَى وَمَا إِلَيْهَا، ترتقب جميل ذَلِك النّظر، وتلتمس عارفة الْملك الْكَرِيم السّير، حَتَّى يَشْمَل جَمِيعهَا رماق فَضله، وَيُسَوِّي بَينهَا مألوف عدله، ويغتنم فِيهَا ثَنَاء الْإِسْلَام وَأَهله. وعرفتمونى بِمَا قَرَّرَهُ لديكم الْوَلِيّ فِي الله [الشَّيْخ الْأَجَل المرفع الأَرْض الْمُجَاهِد الْأَفْضَل الأمضى] أَبُو مهْدي عِيسَى بن الْحسن، شكر الله مذاهبه، وحرس شَاهد وده وغائبه، من اعتدادنا بذلك الْملك الرفيع الْعلَا، واستظهارنا بعزماته على الْأَعْدَاء. وَالْمَذْكُور، وصل الله أَسبَاب وده، وشكر حسن عَهده، وَإِن أطنب فِي ذَلِك بِمُقْتَضى مجده، لَا يبلغ فِيمَا عندنَا من ذَلِك بعض جده، فغايته بعيدَة المدا، وَمَا خَفِي مِنْهُ أعظم مِمَّا بدا. وَقد كَانَ الْمَذْكُور قبل حركتكم من تلمسان، كتب إِلَيْنَا معلما بِمَا تنطوي عَلَيْهِ نيتكم الصَّالِحَة لهَذِهِ الْبِلَاد الْمسلمَة، وتضمره،
1 / 278