224

Rayhanat Kitab

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Baare

محمد عبد الله عنان

Daabacaha

مكتبة الخانجي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٠م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

الْكِرَام عَلَيْهِ لمن أَتَاهُ بقلب سليم، الَّذِي جدد للملة الملابس عزها رائقة التسهيم، وجلى عَنْهَا بِنور السَّعَادَة غياهب اللَّيْل البهيم، وَنفخ فِيهَا الرّوح، روح الْحَيَاة فِي الْعظم الرميم، الْملك الْحق الَّذِي إِذا أعْطى لم يفد لرد الْخصم وَلَا مماطلة الْغَرِيم، فبيده ملك الْقَبْض والبسط، وَتَأْخِير والتقديم. وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد نبيه الْمُصْطَفى الْكَرِيم، وَرَسُوله الرءوف بِالْمُؤْمِنِينَ الرَّحِيم، الَّذِي أثنى فِي كِتَابه الْعَزِيز على خلقه الْعَظِيم، وأرسله بِالْآيَاتِ الْبَينَات وَالذكر الْحَكِيم، وَأخْبر أَنه وَمَلَائِكَته يصلونَ عَلَيْهِ، وَأمر بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَالتَّسْلِيم، وَبَعثه إِلَى النَّاس كَافَّة، يَأْخُذ بالحجزات عَن الْعَذَاب الْأَلِيم، وَيَدْعُو على بَصِيرَة مِنْهُ سُبْحَانَهُ إِلَى جنَّات النَّعيم، حَتَّى أَصبَحت كلمة الله تخب بهَا جِيَاد الأقلام فِي ميادين الأقاليم، وسرت فِي الأقطار تبين لأولى الأسماع والأبصار حُدُود التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم، وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه المتميزين بأصالة الْمجد وكرم الخيم، الحائزين قصب السَّبق فِي الحَدِيث وَالْقَدِيم، الَّذين خلفوه فِي أمته بالتكميل لمحاسنها والتتميم، ونصروه فِي حَيَاته نصرا تكفل بِحِفْظ النُّفُوس وصون الْحَرِيم، فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم صنعا تتلى أنباؤه مَا بَين زَمْزَم والحطيم، وسعدا تغنى قواطعه فِي الْأَعْدَاء عَن اختبارات النصب واعتبارات التنجيم، ونصرا يدونه الذابل والحسام، فيقومان بوظيفتي السبر والتقسيم، وبشاير تسرى فِي الْآفَاق مسرى النسيم، وتسفر فِي مطالع التَّعْرِيف عَن الْوَجْه الوسيم، وتروى مِنْهَا الْعباد والبلاد، تحفة القادم وَزَاد الْمُسَافِر، وقوت الْمُقِيم. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَنعم الله قد هَمت مِنْهَا السَّحَاب، وفتوحاته الربانية، قد تفتحت مِنْهَا الْأَبْوَاب، والكلمة المحمدية قد اتَّصَلت بهَا الْأَسْبَاب، ودولة الْإِسْلَام قد عَاد لَهَا بدولتكم الشَّبَاب، وآلاء الله [لما بهرت أذهلت الْأَلْبَاب] . والظنون فِيهِ سُبْحَانَهُ، قد صدق مِنْهَا الْحساب.

1 / 240