222

Rayhanat Kitab

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Baare

محمد عبد الله عنان

Daabacaha

مكتبة الخانجي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٠م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

من الأقطار حَظّ أقيسة، فلنا حظوظ نصوصه. فَنحْن نهنى مقامكم الْأَسْنَى بخلوص حَسَنَة سلفكم الْمَكْتُوبَة فِي صحف الْقبُول، ومنقبة ملككم الرائقة الْغرَر والحجول. فقد ظَهرت طَيّبَات كسبها لما نفي الله عَنْهَا الشوايب، وحقق الشَّاهِد مِنْهَا للْغَائِب، وتخيرت الأخابث والأطايب، وَظهر أَن الله قد حفظ عَلَيْكُم نعْمَته وصانها، وَقصر على يدكم عنانها، وَكفى شانها من شَأْنهَا، فَإِنَّمَا هِيَ فرضة بحار تسلك، وَمَسْجِد عبَادَة لَا تسْتَحقّ بِغَيْر التَّقْوَى وَلَا تملك، وَقد ظهر من سر سعادتكم مَا لم يكن فِي حيّز الخفا، فكم معضلة بادرها بالشفا من بعد الإسفا، فهجعت الْعُيُون بعد هجر الإغفا، ووردت الآمال، وَقد تَكَرَّرت الْمَوَارِد مُرَاجعَة بعد الكدر حَال الصفاء، مَا ذَاك إِلَّا لنِيَّة يعلمهَا من يطلع على الضمائر، فَيعلم إخفائها وإيداها. وكما قَالَ ﷺ، من أسر سريرة ألبسهُ الله رداها. فهنيا بِهَذَا الصنع، الَّذِي أشرقت شمسه، وَنسي بيومه أمسه، وَنحن نقابل مخاطبتكم إيانا بِهِ بالشكر الَّذِي كرم نَوعه وجنسه، ونضرع إِلَى الله فِي صلَة بقائكم، الَّذِي هُوَ معنى الْخَيْر كُله وأسه، ونسله سُبْحَانَهُ أَن يوليكم من مواهب فَضله، مَا ينشرح بِهِ صدر كل مُؤمن، وتطيب نَفسه، حَتَّى يرغم أنف الْكفْر بجهادكم، وتعز هَذِه الأقطار بإعانتكم وإمدادكم. وَإِن ذَهَبْنَا إِلَى تَقْرِير مَا لدينا من التَّشَيُّع الْمُسلم الْحجَج، وَالْبر الْوَاضِح الْمنْهَج، كُنَّا كمن يروم رفع اللّبْس عَن سنا الشَّمْس، ويعدل عَن الْمُشَاهدَة إِلَى الحدس. وَالله ﷿ يصل سعدكم، ويحرس مجدكم. وَالسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. [فِي السَّادِس وَالْعِشْرين لذِي حجَّة من عَام سِتَّة وَخمسين وَسَبْعمائة] .

1 / 238