189

Rayhanat Kitab

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Baare

محمد عبد الله عنان

Daabacaha

مكتبة الخانجي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٠م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

ونزلوا عَن مراقى العروج، إِلَى الأباطح والمروج، عَن سمائها ذَات البروج، فَكَانَ بروزهم إِلَى العراء من الأَرْض، تذكرة بِيَوْم الْعرض، قد جلل الْمُقَاتلَة الصغار، وَتعلق بالأمهات الصغار، وبودرت الْمَدِينَة وكفارها بالتطهير، ونطقت المآذن الْعَالِيَة بِالْأَذَانِ الشهير، وَالذكر الجهير، وطردت كفار التماثيل عَن الْمَسْجِد الْكَبِير، وأنزلت عَن الصروح أجراسها، يعي الهندام مرامها، وألفى مِنْبَر الْإِسْلَام بهَا مجفوا، فأنست غربته، وأعيد إِلَيْهِ قربه وقربته، وتلا واعظ الْجمع الْمَشْهُود، قَول منجز الوعود، ومورق الْعود: " وَمَا ظلمناهم وَلَكِن ظلمُوا أنفسهم، لآيَة " فكاد الدمع يغرق الآماق، والوجد يستأصل الأزماق، وَارْتَفَعت الزعقات، وعلت الشهقات. وجئ بأسرى الْمُسلمين يرسفون فِي الْقُيُود الثقال، وينسلون من أجداث الاعتقال، ففكت عَن أسوقهم أَسْوِدَة الْحَدِيد، وَعَن أَعْنَاقهم ملكات الْبَأْس الشَّديد، وظللوا بجناح اللطف العريض المديد. وترتبت فِي المقاعد الحامية، وأزهرت بِذكر الله المآذن السامية، فَعَادَت الْمَدِينَة لأحسن أحوالها، وشكنت من بعد أهوالها، وعادت الحالية إِلَى أموالها وَرجع إِلَى الْقطر شبابه، ورد على دَار هِجْرَة الْإِسْلَام بَابه، واتصلت بِأَهْل لَا إِلَه إِلَّا الله أَسبَابه. فَهِيَ فِي بِلَاد الْإِسْلَام قلادة النَّحْر. أبقى الله عَلَيْهَا، وعَلى مَا وَرَاءَهَا من بيُوت أمتك، وودائع الله فِي ذِمَّتك، ظلال عنايتك الوافية، وأمتعنا إِلَى أَن يَرث الله الأَرْض وَمن عَلَيْهَا بِكَلِمَة دينك الصَّالِحَة الْبَاقِيَة، وسبل عَلَيْهَا أَسْتَار عصمتك الواقية. وعدنا إِلَى الحضرة، وَالصَّلَاة عَلَيْك يَا رَسُول الله، شعار البدور والقفول، وهجير الشروق والطفول، وَالْجهَاد الشاق الْمُعْتَمد، مَا امْتَدَّ بالأمل الأمد، والمستعان الْوَاحِد الْفَرد الصَّمد. " كمل الْجُزْء الثَّانِي من " رَيْحَانَة الْكتاب ونجعة المنتاب " يتلوه الْجُزْء الثَّالِث "

1 / 205