97

al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Baare

إبراهيم الزيبق

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

الصّلاح وَبَين نصير الدّين جقر مصاهرة فَأَشَارَ عَلَيْهِمَا أَن يطلبا الْبِلَاد لعماد الدّين زنكي ففعلا وَقَالا للوزير قد علمت أَنْت وَالسُّلْطَان أَن بِلَاد الجزيرة وَالشَّام قد استولى الإفرنج على أَكْثَرهَا وتمكنوا مِنْهَا وقويت شوكتهم وَكَانَ البرسقي يكف بعض عاديتهم فمنذ قتل ازْدَادَ طمعهم وَهَذَا وَلَده طِفْل صَغِير وَلَا بُد للبلاد من شهم شُجَاع يذب عَنْهَا ويحمي حوزتها وَقد أنهينا الْحَال إِلَيْكُم لِئَلَّا يجْرِي خلل أَو وَهن على الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين فنحصل نَحن بالإثم من الله تَعَالَى واللوم من السُّلْطَان فأنهى الْوَزير ذَلِك إِلَى السُّلْطَان فأعجبه وَقَالَ من تريان يصلح لهَذِهِ الْبِلَاد فذكرا جمَاعَة فيهم عماد الدّين زنكي وعظما مَحَله أَكثر من غَيره فَأجَاب السُّلْطَان إِلَى تَوليته لما علم من شهامته وكفايته فولي الْبِلَاد جَمِيعهَا وَكتب منشوره بهَا وَسَار من بَغْدَاد إِلَى البوازيج ليملكها ويتقوى بهَا ويجعلها ظَهره إِن مَنعه جاولى عَن الْبِلَاد فَلَمَّا استولى عَلَيْهَا سَار عَنْهَا إِلَى الْموصل فَخرج جاولى إِلَى لِقَائِه وَعَاد فِي خدمته إِلَى الْموصل فسيره إِلَى الرحبة وأعمالها وَأقَام هُوَ بالموصل يصلح أمورها ويقرر قواعدها فولى نصير الدّين دزدارية قلعة الْموصل وفوض إِلَيْهِ أَمر الْولَايَة جَمِيعهَا وَجعل الدزدارية فِي الْبِلَاد جَمِيعهَا لَهُ وَجعل الصّلاح مُحَمَّد الياغبساني أَمِير حَاجِب الدولة وَجعل بهاء الدّين قَاضِي قُضَاة بِلَاده جَمِيعهَا وَمَا يَفْتَحهُ من الْبِلَاد ووفي لَهُم بِمَا وعدهم وَكَانَ بهاء الدّين أعظم النَّاس عِنْده منزلَة وَأكْرمهمْ عَلَيْهِ وَأَكْثَرهم انبساطا مَعَه وقربا مِنْهُ ورتب الْأُمُور على أحسن نظام وَأحكم قَاعِدَة

1 / 116