110

al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Baare

إبراهيم الزيبق

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

وَلما دخل مجير الدّين دمشق أقطع بعلبك معِين الدّين أنر فَأرْسل إِلَيْهَا نَائِبه وتسلمها فَلَمَّا علم الشَّهِيد ذَلِك سَار إِلَى بعلبك وحصرها عدَّة شهور فملكها عنْوَة وَترك بهَا نجم الدّين أَيُّوب وَالِد صَلَاح الدّين دزدارا وعزم على الْعود عَنْهَا إِلَى دمشق فَجَاءَتْهُ رسل صَاحبهَا ببذل الطَّاعَة وَالْخطْبَة فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَعَاد عَن قصد دمشق وَقد خطب لَهُ فِيهَا وَصَارَ أَصْحَابهَا فِي طَاعَته وَتَحْت حكمه قَالَ يحيى بن أَبى طي الْحلَبِي وَاتفقَ أَن الْأُمَرَاء لما نزلُوا من بعلبك أفسدوا ذخائرها فَقبض عَلَيْهِم أتابك زنكي وَقتل بَعضهم وصلبهم وَكَانَ ولى قَتلهمْ صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن أَيُّوب الياغبساني فَحكى أَنه أحضر إِلَيْهِ فِي جملَة الامراء شيخ مليح الشيبة وَمَعَهُ ولد لَهُ أَمْرَد كَأَنَّهُ فلقَة قمر فَقَالَ الشَّيْخ لصلاح الدّين سَأَلتك بحياة الْمولى أتابك إِلَّا صلبتني قبل وَلَدي لِئَلَّا أرَاهُ يعالج سَكَرَات الْمَوْت وَبكى وَكَانَ نجم الدّين أَيُّوب وَاقِفًا فرحم الشَّيْخ وَبكى وَسَأَلَ صَلَاح الدّين فِي إِطْلَاقه فَقَالَ مَا أفعل خوفًا من الْمولى أتابك فَذهب نجم الدّين إِلَى أتابك وَسَأَلَهُ فِي الشَّيْخ وَولده وقص عَلَيْهِ مَا قَالَه فَأذن بِإِطْلَاقِهِ وَإِطْلَاق من بَقِي من الْجَمَاعَة ووهبه نصف بعلبك وَقيل إِن نجم الدّين ورد على أتابك وَهُوَ قد ملك بعلبك فَسَأَلَهُ فِي الْأُمَرَاء فَأَطْلَقَهُمْ لَهُ وولاه بعلبك وَكتب لَهُ ثلثهَا ملكا وَاسْتقر فِيهَا هُوَ وَأَهله وَلم يزل بهَا إِلَى أَيَّام نور الدّين مَحْمُود بن زنكي فَأخْرجهُ مِنْهَا على مَا سَنذكرُهُ

1 / 129